سعي هذا البحث للكشف عن الرموز المتحركة لبنية الرحلة، عبر الدخول في مسارب عناصر الرحلة ودلالاتها للوصول إلى تأويل تلك العناصر والدلالات. إضافة إلى تبيان إرتباط هذه الرحلة ببعض المعطيات التاريخية والثقافية والأسطورية، والبحث لم يستهدف إكتشاف معنى مفقود، ولكنه سعى لقراءة...
سعي هذا البحث للكشف عن الرموز المتحركة لبنية الرحلة، عبر الدخول في مسارب عناصر الرحلة ودلالاتها للوصول إلى تأويل تلك العناصر والدلالات. إضافة إلى تبيان إرتباط هذه الرحلة ببعض المعطيات التاريخية والثقافية والأسطورية، والبحث لم يستهدف إكتشاف معنى مفقود، ولكنه سعى لقراءة نقدية منتجة لنص الرحلة. سأكون صادقاً بأن أقول إنني عندما إخترت دراسة بنية الرحلة لم أكن متفائلاً بما سأصل إليه أو ما سأجده، وكنت أرى عملي أشبه بوقع أقدام طفل صغير في ميدان سحقته أقدام جيوش من الرجال، بيد أن البحث كشف لي عما لم أتوقعه ولم أحلم الوصول إليه، فقد وسعت من قدراته وإمكاناته الذهنية بان أوجدت في ذهنه مولدات تخييلية تريه ما لا يستطيع أن يراه، وليس حضورها المتكرر في القصيدة إلا العرض الخارجي الذي يبين للطبيب حال الأعضاء في الداخل. وقد صيغ هذا الحضور للرحلة بما يناسب المبدع والمتلقي معاً، فالمبدع يعول في صوغه على ذاكرة الرحلة في ذهن المتلقي، وهي ذاكرة تفتح له آفاق غير الممكن، وتجعله متقبلاً لحدوثه. وفي حين يرى بعض الباحثين أن بنية الرحلة صيغت بشكل نمطي، يبين تحليل أي قصيدة أن لأي تكرار على مستوى اللغة أو الصورة وظيفة داخل جسد القصيدة، وكما أن للحضور أهميته، فإن للغياب دلالاته التي لا يجوز للناقد أن يتجاهلها.