تعتبر الصورة فتنة العين منذ القديم فهي التعبيرة الثقافية الأولى التي إستخدمها الإنسان الأول في محاورته مع وجوده. فكانت مرآة معاشه اليومي وشاهدة على طقوسه. وما من أحد ينكر اليوم دور الصورة في شتى مجالات الحياة فلا يمكن الإستغناء عنها أو التغافل عما تبشر به في عصرنا البصري....
تعتبر الصورة فتنة العين منذ القديم فهي التعبيرة الثقافية الأولى التي إستخدمها الإنسان الأول في محاورته مع وجوده. فكانت مرآة معاشه اليومي وشاهدة على طقوسه. وما من أحد ينكر اليوم دور الصورة في شتى مجالات الحياة فلا يمكن الإستغناء عنها أو التغافل عما تبشر به في عصرنا البصري. إلا أن تاريخ الصورة هو تاريخ التداخل بين المنع والإباحة، بين المناصرة والمعاداة رغم تنوع الثقافات. فهل ينجو الإنسان الحديث من تبعات هذا التاريخ؟ يثير هذا الكتاب مشكلية منع الصورة إلى حد التحريم وحدود إباحتها في الثقافتين الغربية والشرقية، كاشفا الأسس الفكرية التي خلقت آليات التعامل مع الصورة وإستمرارها في إنتاج سلوكيات ومواقف تدعي تمجيدها في حين أنها تدور في فلك النواة الأصلية للمعاداة. ويتجرأ الكتاب على معالجة قضية معاداة الصورة من زاوية الوعي بزيف الإحتفاء المعاصر بها بالإعتماد على تفكيك "خطاب المعاداة" بأسلوب قوامه المساءلة وتوسيع أفق الجدل حول ما يشاع من بداهة شمولية الصورة ومن خلال فضح التحريم الواضح والمستتر، المقنن والمسكوت عنه ونزعة إدانتها بزجها في قفص الممنوعات عند تلقيها وتداولها عبر تمفصلات تاريخية وحضارية.