الإنتقال من مرحلة عمرية إلى أخرى ومن وضع بيولوجي أو إجتماعي إلى آخر تطلب في كل الثقافات الإنسانية ممارسات خاصة ترافقه وتصحبه، وهي في كل الحالات ممارسات ذات أصول دينية إن لم تكن دينية خالصة. ولقد سماها علماء الأنثروبولوجيا "طقوس العبور" ورأى فيها علماء الإجتماع تعبيراً...

الإنتقال من مرحلة عمرية إلى أخرى ومن وضع بيولوجي أو إجتماعي إلى آخر تطلب في كل الثقافات الإنسانية ممارسات خاصة ترافقه وتصحبه، وهي في كل الحالات ممارسات ذات أصول دينية إن لم تكن دينية خالصة. ولقد سماها علماء الأنثروبولوجيا "طقوس العبور" ورأى فيها علماء الإجتماع تعبيراً إجتماعياً عن الشعور الديني وصورة للدين المعيش كما يتمثله المؤمن ويخضع له، واعتنى بها علماء النفس من حيث هي نشاط إنساني تشترك في دوافعه العوامل الدينية والإجتماعية والنفسية معاً لتقوم بدور ضروري في علاقة الإنسان بذاته وبالإنسان وبالطبيعة. وليست الولادة والختان والبلوغ والزواج والموت إلا عبوراً من وضع إلى وضع وإنتقالاً من حالة إلى حالة له في الإسلام قوانين مخصوصة منصوص عليها في كتب الفقه ونصوص الحديث اصطلح عليها الفقهاء بلفظ "الأحكام" وما هي في الحقيقة إلا طقوس دينية تختلف صورتها من دين إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى ويبقى جوهرها ثابتاً قاراً معبراً عن المشترك الثقافي الفكر الإنساني وعن مدى التقارب الحاصل بين الأديان عامة والكتابية منها خاصة. الكتاب دراسة في المصادر الفقهية وفي مدونة الحديث النبوي ولكنه لم بيق حبيس التطور التقليدي ولا رهن المنهج الموروث في القراءة والتأويل فانطلق إلى أقصى ما مكنته منه مدونته وما أسعفته به علوم الإنسان الحديثة من أدوات منهجية ومكتسبات معرفية فتحت الباب فسيحاً أمام الذات، إعادة القراءة لتراثها الديني علها تحقق ما تنشده من توازن واقعها المعاصر.