إن نفط الخليج العربي الذي يغذي الآلة الغربية التي تصنع الدبابة والرصاصة ويدير جهاز رويترز ويدفع رواتب مذيعي الـ"بي بي سي"، هذا الخليج الغني الفقير لم يعرف تأثير سلاح الإعلام إلا في الأوقات الضائعة وبعد أن تعبت خيول أوروبا من المشي في أوحال الشرق الأوسط. والعرب عبر الحيز...
إن نفط الخليج العربي الذي يغذي الآلة الغربية التي تصنع الدبابة والرصاصة ويدير جهاز رويترز ويدفع رواتب مذيعي الـ"بي بي سي"، هذا الخليج الغني الفقير لم يعرف تأثير سلاح الإعلام إلا في الأوقات الضائعة وبعد أن تعبت خيول أوروبا من المشي في أوحال الشرق الأوسط. والعرب عبر الحيز الجغرافي الذي حوصروا فيه من البحر إلى البحر لا زالوا فريسة أسلحة الدمار الإعلامي الشامل، وحين أسسوا لعهد الإعلام احتاجوا لفترات ليست قصيرة لتجريب الإعلام كسلاح، ولم يجدوا أفضل عينة لإختبار هذا التأثير من وشائج بعضهم البعض. وظل العرب غائبين لفترة عن السماوات العربية وأتاحوا للغرب والشرق أن يتدفقوا بصواريخهم الإعلامية وأن يقتربوا من مياهنا الدافئة ويتحكموا في توجيه السفائن والموج والحركة والرياح؛ وحين أشرق فجر الإعلام العربي ليزيح سديم الظلامات من الأفق العربي المستباح نجده يتعثر لطغيان العنصر الترفيهي على إهتمامات وزارات الإعلام. هي لعبة الإعلام التي يختزلها "محفوظ السعدي" في هذا السفر الهام وهو يتسلل بتطفل الإعلامي وإستماتته للوصول إلى الحقيقة فيدلف إلى غرف السنوكر ليعيش إنهماك الكبار يدحرجون بكراتهم البيضاء كراتنا الملونة ويرقب مشاهد السقوط العربي في تجاويف طاولات السنوكر الكبيرة.