قدم الربيع العربي مفهوماً جديداً أو أوضح حقيقة قديمة في واقع الأمر، وهي أن البيئات العربية لا زالت محافظة على قيمها ورؤاها الفكريّة الأصيلة، رغم تمتع الليبراليين بجميع أسباب القوة السياسيَّة والمادية، ومختلف مظاهر النفوذ والسيطرة على الأجهزة المؤثرة، وضمن ذلك المؤسسات...
قدم الربيع العربي مفهوماً جديداً أو أوضح حقيقة قديمة في واقع الأمر، وهي أن البيئات العربية لا زالت محافظة على قيمها ورؤاها الفكريّة الأصيلة، رغم تمتع الليبراليين بجميع أسباب القوة السياسيَّة والمادية، ومختلف مظاهر النفوذ والسيطرة على الأجهزة المؤثرة، وضمن ذلك المؤسسات الثقافية والدينيَّة والإعلاميَّة. وما يمكن تسميته بــ"الفاعل السياسي الليبرالي" بات المحرك الأكثر دراماتيكية في الحياة السياسيَّة والإجتماعيَّة والعامة في المملكة، والأمر لم يعد مجرد "جدل" بين إسلاميي السعوديَّة وليبرالييها، لذا يحتاج الأمر إلى دراسة منهجيَّة وتأطيريَّة بعيدة في نظرتها عميقة في تحليلها، تعمل على رصد هذا المشروع بتفصيل منهجي يعتمد على الحجة والبرهان والدليل والموضوعية. تهدف هذه الدراسة إلى إعادة حالة التقييم الموضوعي للمشروع الليبرالي في المملكة العربيَّة السعوديَّة، ومحاولة فهم طبيعية المرحلة أو البوابة القادمة وأثرها في حيثيات المشروع برمته، فكرةً وأقلاماً وتأثيراً، مع تقديم توصيات منهجية عملية تدعم حالة الأصالة الحضارية المتنامية والمتضمنة للممانعة الراشدة.