عاش الإنسان طوال تاريخه المديد معتبراً نفسه جزءاً من مكونات البيئة، يأخذ منها بقدر، ويعتمد على غيره من الكائنات وتلك الكائنات تعتمد عليه بدورها، ولكن الإنسان المعاصر بإختراعاته وإكتشافاته أصابه الغرور، فأخذ يتجاوز الحدود في الإستهلاك، وتدمير النظام البيئي، وقتل...
عاش الإنسان طوال تاريخه المديد معتبراً نفسه جزءاً من مكونات البيئة، يأخذ منها بقدر، ويعتمد على غيره من الكائنات وتلك الكائنات تعتمد عليه بدورها، ولكن الإنسان المعاصر بإختراعاته وإكتشافاته أصابه الغرور، فأخذ يتجاوز الحدود في الإستهلاك، وتدمير النظام البيئي، وقتل الكائنات الأخرى حتى أوشك بعضها على الإنقراض، ولوث الهواء والماء والتربة، واخترع الكثير من وسائل القضاء على الحياة وتدميرها، مثل الأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية، وأدخل في صناعاته الكثير من المواد التي تغتال مكونات البيئة ببطء وتؤثر على طبقة الأوزون، وتهدد الحياة على الأرض. وتعتبر موضوعات البيئة من أهم الموضوعات التي تشغل الكثيرين من سكان العالم اليوم لما تتعرض له البيئة من أخطار، وما يصيبها من تلوث ودمار بسبب الإمكانات التي أصبح يملكها الإنسان، والتي مكنته من تجاوز الحدود في تعامله مع البيئة ومكوناتها، وتجاوز الحدود في إستغلال مواردها، وطرح نفاياته ومخلفاته فيها، وانعكس هذا التلوث على الإنسان حتى أصبح يهدد صحته وأمنه وإستقراره وحياته. ويهدف هذا الكتاب إلى تعريف القارئ الكريم بالأثر المتبادل بين البيئة والمجتمعات عبر العصور مع التركيز على الحياة المعاصرة التي كثرت فيها الأخطار التي تهدد الإنسان والبيئة، كما يهدف الكتاب إلى إبراز تعاليم الإسلام حول البيئة ومكوناتها حيث تعتبر تلك التعاليم رائدة وشاملة، شمول الإسلام لقضايا الحياة المختلفة.