المهمة الملقاة على عاتق المثقف تتطلب منه وعياً بأهمية الدور المنوط به، فهو ليس كغيره؛ إذ إنه يحمل رسالة منطلقها المسؤولية، وهدفها إحداث (الوعي) . والمثقف حين رضي بهذه المهمة فإنه قد وضع نفسه في موقف المواجهة مع مفكر وطبيعة المجتمع الذي ينتمي إليه.المواجهة هنا لا تعني...
المهمة الملقاة على عاتق المثقف تتطلب منه وعياً بأهمية الدور المنوط به، فهو ليس كغيره؛ إذ إنه يحمل رسالة منطلقها المسؤولية، وهدفها إحداث (الوعي) . والمثقف حين رضي بهذه المهمة فإنه قد وضع نفسه في موقف المواجهة مع مفكر وطبيعة المجتمع الذي ينتمي إليه.
المواجهة هنا لا تعني بالضرورة (المصادمة)؛ بل العمل على المواءمة بين حالة المجتمع السائدة وما ينبغي أن يكون عليه، وهذا لا يتأتى إلا من خلال منهجية واضحة ينطلق منها المثقف لإحداث التغيير المرغوب، فيعمل على إزاحة المفاهيم والأفكار التي تشكل عوائق في طريق النهضة والإبداع، ويعمل على إحلال المفاهيم التي تفتح للمجتمع آفاقاً رحبة، وترقى به خطوات متقدمة في سلم التطور.
والوعي الذي يسعى المثقف لتأسيسه ما هو إلا مجموعة من المفاهيم والقيم والأفكار التي ينبغي أن تؤسس تأسيساً سليماً، ثم توظف التوظيف الأمثل الذي يثمر مخرجات مرغوباً فيها تخدم البشرية، وتعمل على تقدمها ورقيها في المجالات المختلفة.
الوعي الإنساني معرّض لأزمات متباينة تتوارد عليه طوال رحلته الزمنية، ينتج عنها ميل واضح له عن خط سيره المفترض. هذه الأزمات المتباينة هي ما يحاول هذا الكتاب أن يبسط الرأي حولها.