المصطلح لغوياً هو لفظ يطلق على مفهوم معين للدلالة عليه عن طريق الإصطلاح (الإتفاق) بين الجماعة، أي أن المصطلح هو مفهوم جرى الإتفاق على تحديد أبعاده، والمفهوم هو العمود الفقري أو المحور الأساسي للوعي، الذي يميز الإنسان عن الحيوان ويمنحه القدرة الخارقة على التعامل مع الواقع...
المصطلح لغوياً هو لفظ يطلق على مفهوم معين للدلالة عليه عن طريق الإصطلاح (الإتفاق) بين الجماعة، أي أن المصطلح هو مفهوم جرى الإتفاق على تحديد أبعاده، والمفهوم هو العمود الفقري أو المحور الأساسي للوعي، الذي يميز الإنسان عن الحيوان ويمنحه القدرة الخارقة على التعامل مع الواقع المحيط به.
وعلى هذا، فإن المصطلح هو إتفاق على معنى محدد للمفهوم، وهذا المعنى يتضح جلياً من خلال المصطلحات العلمية التي لا يمكن التلاعب بمعناها، وهي متعلقة بالأوزان أو المسافات أو المساحة وما إلى ذلك، أي بالحاجات المادية المباشرة.
أما المصطلحات الإجتماعية المتعلقة بالعلاقات بين الأفراد، فليست مادية ومباشرة ويكتنفها الغموض أحياناً كثيرة، وهي متعددة وفي زيادة مستمرة، منها ما تم تعريبه كالإرهاب والعنصرية واليسار واليمين وما إلى ذلك، ومنها ما أُخِذَ كما هو من اللغات الأخرى كالفاشية والشوفينية والراديكالية وغيرها.
لم تعد هذه المصطلحات مجرد لغة ثقافية أو صحفية تطّلع عليها ويمكن قبولها أو رفضها؛ إنما هي أدوات في الصراع الإجتماعي دخلت في صلب الحياة اليومية مهددة بتشويش الوعي أو السيطرة عليه وتوظيفه في مآرب أخرى خفية في عمليات غسل الأمغة.
من هذا المنطلق، توجد للمصطلح سطوة على وعي الأفراد إذا ما تم الإستسلام لها يصبح الفرد أداة بيد الآخرين، وكمثال، فلا أوضح من مثال التيارات التكفيرية التي تقصي كل من عداها بإسم الإسلام، وهي مرتبطة حتى النخاع بالمخابرات الأطلسية وتقوم عملياً وبوقاحة لم يسبق لها مثيل في التاريخ بإتخاذ العدوّ صديقاً والصديق؛ بل القريب والشقيق عدداً.
من هنا، يأتي هذا الكتاب الذي حاول المؤلف من خلاله التطرق إلى بعض المصطلحات الشائعة وسطوتها على الوعي الإجتماعي وما يتبع ذلك من قلب الحقائق والتعمية على التطور البشري والصراع.
وإلى هذا فإن المؤلف لم يتناول مراحل التطور بكل تفاصيلها إنما بإقتضاب مقصود؛ لأن الهدف الأساسي من هذه الدراسة هو تبيان الشروط الضرورية لحماية الوعي الفردي كما لوعي الأجيال القادمة من السطو الإستعماري، وخصوصاً في منطقة البحر المتوسط التي تمور بالظواهر الإرهابية التي تدّعي إمتلاك الحقيقة وتسير بالجيل الشاب كإنحراف للذبح.
بالإضافة إلى ذلك حاول المؤلف إلقاء الضوء على ما وصلت إليه المجتمعات الآن من التطور البشري ومواصفات المرحلة الإنتقالية الحالية وتلمس بعض الآفاق المستقبلية لهذه المرحلة.
وإلى هذا، فإن التسميات أو المصطلحات التي أطلقها المؤلف في كتابه هذا ليست نهائية، وهي قابلة للحوار وإعادة الإنتاج لكي يتسنى تسمية الظواهر حسب حقيقتها على أرض الواقع وعدم تركها للتفرد الإستعماري.