لقد ارتبط العطر في ذاكرة العربي، بوقت مبكر منذ نزول آدم من الجنة ومروره بأرض الهند حاملاً معه بذوره التي انتشرت في كل العالم، وقد انتقلت صورة العطر في العصر الجاهلي إلى العصر الإسلامي ليس بوصفه مادة كمالية يتأنق بها الإنسان فحسب، وإنما بوصفه مادة طقسية إحتفالية لها صلة...
لقد ارتبط العطر في ذاكرة العربي، بوقت مبكر منذ نزول آدم من الجنة ومروره بأرض الهند حاملاً معه بذوره التي انتشرت في كل العالم، وقد انتقلت صورة العطر في العصر الجاهلي إلى العصر الإسلامي ليس بوصفه مادة كمالية يتأنق بها الإنسان فحسب، وإنما بوصفه مادة طقسية إحتفالية لها صلة بالأديان والعقائد التي كانت شائعة قبل الإسلام، ثم تبنى الإسلام العطر بشكل ديني وثقافي وجمالي، وعرف المسلمون الأوائل بحب الطيب وأجناس العطر، ثم اصبح خلوقاً وطقساً خاصاً في الأعياد والجمع والمناسبات. وقد عنى البحث بشكل خاص بمصادر العطر النباتية والحيوانية والجمادات .. وغيرها.
كشف البحث عن عناية فائقة – لدى العرب – في صناعة العطر، وتنوع صناعته وابتكار الخلطات والتراكيب واهتمام العطارين والأطباء به واهتمام الخلفاء والأمراء ومن يليهم في الأمر، بتحضير العطور وتهاديها والعناية بها ومتابعة استعمالها في الأماكن الدينية والمناسبات وفي المساكن العامة والخاصة، حتى تطور الأمر إلى وجود خزائن وخزنة خاصين للخلفاء، واجبهم خزن العطر والعناية به. ووراثته كما يرث الخليفة ملكه وسدة حكمه.