يهدف هذا الكتاب إلى تتبع حضور الجسد في مدونة النقد العربي القديم، وهو هدف يستمد مشروعيته من حضور الجسد في حقول المعرفة في الثقافة العربية.تمثل هذا الحضور في إطار المعرفة الدينية غير ثنائيتي المحرم والمحلل، وما تتطلب من طقوس تحكمت في حركة الجسد وتفاعله في المجال العام،...
يهدف هذا الكتاب إلى تتبع حضور الجسد في مدونة النقد العربي القديم، وهو هدف يستمد مشروعيته من حضور الجسد في حقول المعرفة في الثقافة العربية.
تمثل هذا الحضور في إطار المعرفة الدينية غير ثنائيتي المحرم والمحلل، وما تتطلب من طقوس تحكمت في حركة الجسد وتفاعله في المجال العام، إضافة إلى ما أنتجته من تصورات حول الجسد بقيت راسخة في الضمير الأخلاقي العربي نظراً إلى إرتباطها بالنص الديني المقدس، ومن ثنائيتي المحرم والمحلل في إطار المعرفة الدينية إلى ثنائيتي الروح والجسد في الخطاب الفلسفي، هذه الثنائية قد اتخذت منحى تفاضلياً احتل فيه الجسد موقعاً دونياً لإعتبارات عضوية وميتافيزيقية ومعرفية وافدة من ثقافات أخرى، وبعيداً عن منطق الثنائيات فقد تحول الجسد في الخطاب الصوفي إلى آلية من آليات التفكير وطاقة دلالية بها ندرك العالم وحقائق الوجود، وذلك عبر أدوات مفاهيمية شكل المجاز بنيتها اللغوية.
أما الشعر فقد تناول الجسد كحضور فيزيقي مركزاً في الأعم الأغلب على أبعاده الجمالية المستمدة من المخزون الفكري وذاكرة اللغة بما تتضمن من قيم وأخلاق، وبما تمتلك من ممكنات تصويرية تخرج بالجسد من حضوره الواقعي إلى جسد تخييلي متعال عن وجوده الفيزيقي المجرد.