الخطاب الديني ماضٍ يُحيى لا شاهد عليه إلا من أهله ومستقبل يُستشرف لا سلطان لامرئ عليه، هو يستمد شرعيته من ذلك الماضي الذي لا شاهد عليه ومن ذلك المستقبل الذي لا يعلم أمرَه أحدٌ، وهو يجمع في إنسجام عجيب بين ذلك الماضي وذلك المستقبل ليقنن حياة الناس في حاضرهم وقد سلبه منهم...
الخطاب الديني ماضٍ يُحيى لا شاهد عليه إلا من أهله ومستقبل يُستشرف لا سلطان لامرئ عليه، هو يستمد شرعيته من ذلك الماضي الذي لا شاهد عليه ومن ذلك المستقبل الذي لا يعلم أمرَه أحدٌ، وهو يجمع في إنسجام عجيب بين ذلك الماضي وذلك المستقبل ليقنن حياة الناس في حاضرهم وقد سلبه منهم وأصبح عليه وصياً. هذا الكتاب يعالج شؤون الخطاب الديني، لا من جهة كونها فقهاً للدين أو إنتصاباً للإيمان، ولكن من جهة كونها عناصر ثقافية وحسب، يتحرك في إطارها الفكر، ويتحرك في إطارها المخيال، فيندرج بذلك هذا التأليف في فضاء الحضارة الشاسع، وتخرج الحضارة بذلك عمّا شاع في الدراسات العربية الإسلامية والجامعات التي تدرسها من أنها كلام في الدين يدور في مدار القرآن والسنّة ويرمي إلى الإحاطة بالعلوم الإسلامية، فقهاً وأصولاً وكلاماً وفلسفة أو تفكيراً وتفسراً ومذاهب وهلمَّ جراً، لا غاية له عند أهله غير تتبع مظاهر الفكر العربي الإسلامي من خلال تجلياته في تلك العلوم.