إن المرأة في ألف ليلة وليلة هي الحلم الوردي بالنسبة للشخصيات التي تشكل الحدث، إذ تتركز تقنية القص الحكائي على حضورها المكثف، وتواجدها بهذه الكثافة يوفر للحكاية النمو والتشعب والولادة الجديدة لحكاية أخرى، وولادة الحكاية الجديدة تعني حضور الجنس، بحيث يصبح التركيز على الجنس...

إن المرأة في ألف ليلة وليلة هي الحلم الوردي بالنسبة للشخصيات التي تشكل الحدث، إذ تتركز تقنية القص الحكائي على حضورها المكثف، وتواجدها بهذه الكثافة يوفر للحكاية النمو والتشعب والولادة الجديدة لحكاية أخرى، وولادة الحكاية الجديدة تعني حضور الجنس، بحيث يصبح التركيز على الجنس غاية الحكاية الجديدة وهدفها، أي أن القص يتمحور في بنيته الدالة العميقة على خطابين، 1- خطاب السلطة السوسيولوجي، 2-خطاب الجنس، ومن خلال السياق العام للحكاية يلاحظ أن الجنس من أهم مكوّنات السرد، وهو بنية عميقة من مجموع البنى التي تتحكم في مسيرة الليالي، وبالتالي في تبلور الأحداث ونموها، وحبكتها في آن، وهو كشف للطبيعة النفسية لمجمل الشخوص، سواء كانت داخل الحقل السلطوي، أم داخل الشرائح الاجتماعية العادية، وهذا الكتاب يأتي في هذا الإطار وهو يتحدث الباحث فيه عن طبيعة خطاب الجنس في الليالي ومكوناته، واعتماد الراوي عليه كبنية مهمة لنمو السرد والقص، ومن ثم دوره في البنية الحكائية العامة لليالي، لينتقل بعد ذلك إلى دراسة تطبيقية لتوضيح كيفية تعامل الراوي مع خطاب الجنس، وكيفية تقديمه كمادة رئيسية تتحكم في علاقات الشخوص فيما بينها داخل الحقل الاجتماعي والسلطوي، وذلك من خلال بعض النماذج من حكايات ألف ليلة وليلة.