الباحثة رجاء أحمد صادق تنكبت جادة "الشعر الخمري في العصر الأموي"، وفي دخيلتها إيمان متعبد عميق، ينفر من المحرمات جميعاً، وينبذها قولاً وعملاً، ولا سيما الخمرة التي هي رأس الشرور في الإسلام. ورجاء ابنة أسرة دينية تتوارث العلم الديني وتترأس مجالسه أباً عن جد، منذ أكثر من...
الباحثة رجاء أحمد صادق تنكبت جادة "الشعر الخمري في العصر الأموي"، وفي دخيلتها إيمان متعبد عميق، ينفر من المحرمات جميعاً، وينبذها قولاً وعملاً، ولا سيما الخمرة التي هي رأس الشرور في الإسلام. ورجاء ابنة أسرة دينية تتوارث العلم الديني وتترأس مجالسه أباً عن جد، منذ أكثر من ثلاثة قرون، فالعلامة الشيخ إبراهيم يحيى، الجد الرابع لرجاء صادق، كان المجتهد البارز فقهاً في زمانه، والمبرز الأول شعراً، وجدها لأبيها العلامة والشاعر المبرز، الشيخ عبد الحسين صادق، كان أحد أئمة زمانه في العلوم الدينية، وكذلك عماها: العلامة الشيخ محمد التقي، والمفتي الشاعر الشيخ حسن إلى جانب نسيبهم العلامة الشيخ عبد الكريم ووالدها المتفقه في دينه والمحافظ في مسلكه ونهجه في دنياه، كانوا مركز هداية للكثير من المسلمين والمؤمنين، وقد ترعرعت رجاء، على إيمان عميق متعبد يعاف الحرام، وينكره قولاً وفعلاً، وقد انغرست في أعماقها حساسية مفرطة نابذة لكل محرم، تستنكره وتدعو إلى نبذه، من باب "النهي عن المنكر"، وهو واجب كل مسلم خلوق شريف. أما لماذا تنكبت جادة الشعر الخمري عامة والأموي منه بشكل خاص؟ فلأنها تدرك بعمق مدى الإبداع وقوة الصنعة البيانية والبلاغية لدى شعراء الخمرة عامة، ولأنها بما لديها من حس تربوي نفسي، وهي المربية الفاضلة العاملة في ميدان التدريس، تدرك، أيضاً، أن إدمان الخمرة يشكل عقدة نفسية لدى المدمنين، تفرض نفسها على أحاسيسهم وتصرفاتهم وتفكيرهم وانفعالاتهم، فيشعرون بهيمنات روحية تجسدها أشعارهم الهائمة في كل واد. سالم علي سبيتي