على مدار قرن كامل من الحملة الفرنسية على مصر إلى دخول القوات الفرنسية دمشق في عام 1920، كان العالم العربي والإسلامي يشكل محور السياسة الفرنسية ولا سيما فيما يتعلق بمصر وسوريا والجزائر وسوريا ولبنان وكان الفرنسيو،، ورثة الثورة، يشعرون بأن لهم رسالة تمدينية يجب أن تفضي إلى...
على مدار قرن كامل من الحملة الفرنسية على مصر إلى دخول القوات الفرنسية دمشق في عام 1920، كان العالم العربي والإسلامي يشكل محور السياسة الفرنسية ولا سيما فيما يتعلق بمصر وسوريا والجزائر وسوريا ولبنان وكان الفرنسيو،، ورثة الثورة، يشعرون بأن لهم رسالة تمدينية يجب أن تفضي إلى إنشاء دولة أو عدة دول قومية، أو ممالك عربية ولكن هذه المحاولات فشلت لعدة أسباب منها تحركات بريطانيا العظمى المضادة لها وتناقضها مع الرغبة في حماية المسيحيين الشرقيين وانتصار المشروع الاستعماري الذي يتحول، مع قيام الجمهورية الثالثة، إلى ادعاء تفوق عنصري. وفي عام 1920، عندما أنشأ الملك فيصل أخيراً مملكة عربية. على أن هذه الفصول التاريخية إنما تميز تحولاً أساسياً للمجتمعات العربية. فهذه المجتمعات، الراغبة في اللحاق بالغرب حتى يتسنى لها التصدي له من مواقع أقوى، إنما تهجر التقسيمات الوظيفية المميزة للنظام العثماني القيم لكي تكتشف من جديد، في سياق البحث عن مواطتة مشتركة تجمع بين العثمانيين، الواقع الإثني الذي كان منسياً حتى ذلك الحين. وفي هذا الكتاب يستعرض المؤلف وربما لأول مرة من خلال الوثائق، الدور الذي لعبته فرنسا خلال القرن التاسع عشر على أثر حملة نابليون إلى مصر والمشروع الفرنسي الذي طرحته الدبلوماسية الفرنسية لدور مصر والعالم العربي. يكشف هذا الكتاب بشكل مفصل ومن منظار فرنسي التحركات التي قامت بها فرنسا ومداخلاتها ومبرراتها في كل من مصر والجزائر وسوريا ولبنان.