لم يأتِ التقابل الحيوي الحادث بين المسرح والوعي القومي في البدايات المسرحية عبثاً، فهناك "حساسية تاريخية" مشتركة بينهما. فمن الثابت - إلى حد كبير - أن للمسرح تاريخية خاصة بمنهجه، أدواته، وطريقة بحثه في السير الشخصية، "تاريخية" كانت أم واقعية، فهو مشدود دوماً إلى الحكم بتجارب...
لم يأتِ التقابل الحيوي الحادث بين المسرح والوعي القومي في البدايات المسرحية عبثاً، فهناك "حساسية تاريخية" مشتركة بينهما. فمن الثابت - إلى حد كبير - أن للمسرح تاريخية خاصة بمنهجه، أدواته، وطريقة بحثه في السير الشخصية، "تاريخية" كانت أم واقعية، فهو مشدود دوماً إلى الحكم بتجارب الماضي. إنه يعيد إنتاج هذا الماضي دون كلل، أو دون إنتهاء، كما هو واضح من تاريخ المسرح العالمي منذ مراحله الكلاسيكية وحتى العصر الحديث، وفي المقابل فإنّ الوعي القومي لا يتأسس له حضور إلا بإعادة إنتاج التاريخ العربي والإسلامي، وإتاحة التمركز لنصوصه وأحداثه، والمحاولة الدائمة للحكم بتجاربه على الحاضر، مما يؤدي إلى بناء تعارضات دقيقة وخطيرة في الوعي، كشفت عنها الدراسة.