-
/ عربي / USD
كانت أمنيتي الوحيدة لا الوصول إلى لندن، لا العيش فيها، ولكن الموت في مكان آخر، الموت بإرادتي، أردت "أن أحس اللذة السوداء في الوفاة".. أردت أن أختار نوع موتي، كما اختار السهروردي موته. كان أشقّ شيء عليّ أن يشفي قاتلي غليله، أن أموت تحت قدميه وآلات تعذيبه مهاناً مذلاً، أمنيتي أن أحرمه من إشباع حقده. غمرتني النشوة ثانية، حسنما تفتحت أمامي أوروبا خضراء شاسعة. إذن-قلت لنفسي-هذه أوروبا وكلها قبر لي، ومرة واحدة شعرت بلذة الانتصار، كَمَنْ يخاف المشنقة فيتلذذ بقرص للموت. الآن أستطيع أن أقرر مصيري في أية لحظة. أصبحت إرادة موتي بيدي، وهو من لا أريد لأحد أن يفرضه عليّ بالتجويع والتعذيب والإذلال، قررت أن لا ألتفت إلى الوراء بعد اليوم، أحببت القطار لأنه كان يخبُّ بقوة إلى الأمام، يدخل في الأنفاق الجبلية المظلمة ويخرج بقوة إلى الأمام. هديرك أيها القطار أجمل تهويدة أم في أذني اليوم.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد