ذلك الطفل، يقرع الأبواب بحثاً عن أمسه، فتح الأمس ذاكرته، اكتشفته أنه أمسكم أيضاً، أيها الممسكون بالماضي مثلي، المتمسكون بالحاضر، يحضركم بوحي فتستحضرون ذاكراتكم وقد أغواها الحنين لتحكي، قلت لأجرب أن أبوح ربما تقرؤون أنفسكم حينما تقرؤوني، حدثتني نفسي الأمارة بالبوح أن...
ذلك الطفل، يقرع الأبواب بحثاً عن أمسه، فتح الأمس ذاكرته، اكتشفته أنه أمسكم أيضاً، أيها الممسكون بالماضي مثلي، المتمسكون بالحاضر، يحضركم بوحي فتستحضرون ذاكراتكم وقد أغواها الحنين لتحكي، قلت لأجرب أن أبوح ربما تقرؤون أنفسكم حينما تقرؤوني، حدثتني نفسي الأمارة بالبوح أن أقول ما جرى في طفولتي ما تراكم بعدها من سنوات العمر، جرفت السيول أربعين عاماً من عمري، لا أدري كم بقي هناك منه فوق هضاب الجبال بانتظار سيول تمر كل عام. سينظر أحدكم باتجاه أحرفي، قد يقرأ فيها أسطراً من كتاب حياته.. قبل أن تجف الذاكرة.. قبل أن تهرم الكلمات.. اتقاء للخرف المبكر العاصف بنا، جربت أن أكتب، رغم أن رصيدي من العمر لا يساعدني على كتابة مذكراتي، ولا سيرتي الذاتية، إنما هو بوح خاص يقترب من دائرة العام، وحديث عام يبدو وكأنه خاص. أبقيت على الخاص جداً كي لا تختنق الدائرة على الخاص وحده.. وأبقيت العموميات مفتوحة الأوجه كما رأيتها من نافذتي.