أحاول جاهدة أن أعطل هذه الحركة لكن أصواتها تتصاعد كالأبخرة أو كصداع في الرأس هذه الأصوات هي نفسها أصوات الأصدقاء حين تندس أنوفهم الكبيرة في حكاياتي، هي نفسها أصوات الأطفال الذين يشجرون الشارع بلعب الغميضة، وهي أيضاً أصوات النساء اللواتي يعلكن النميمة ثم ينفخنها كالبالون...
أحاول جاهدة أن أعطل هذه الحركة لكن أصواتها تتصاعد كالأبخرة أو كصداع في الرأس هذه الأصوات هي نفسها أصوات الأصدقاء حين تندس أنوفهم الكبيرة في حكاياتي، هي نفسها أصوات الأطفال الذين يشجرون الشارع بلعب الغميضة، وهي أيضاً أصوات النساء اللواتي يعلكن النميمة ثم ينفخنها كالبالون صغيرة يفرقع الحارات المجاورة... أفكر الآن أن الأصوات سبب حقيقي في إصابتنا بالخرف باكراً فثمة أصوات تصيبك بالهلع وتدفع قلبك لأن يقفز من فمك، وأصوات تنحني عليك كمظلة، وأصوات تأتيك راكضة على غيمة فرح، وأخرى تتعثر قبل أن تحتفي بسماعها أفكر أيضاً بضرورة أن نعلق أجراساً صغيرة على حناجر من نحب كي لا يضيعوا منا حين تعقد الأصوات حقائبها ويتورط الموتى بالإيمان. الأصوات طويلة كالنخل تشعرني برغبة هائلة في أن أثقب أرسها برصاصة! في أحيان كثيرة ألصق يدي على أذني وأصرخ: اصمتوا.. أصواتكم تجعلني أحب وأخاف وأبكي وأصفع الهواء بقدم القهقهة.. لكني دائماً أكتشف أن صوتي يرتجف ولا يدحرج كلمة.