تبدو الكتابة عن "حمود حمد الشكيلي" في مجموعته القصصية الموسومة "لا أمان في الماء" في عوالم بعيدة عن الواقع، وبمعنى آخر، يحاول الكاتب أن يخرج من شرنقة الواقع ليصنع واقعاً مغايراً، إذ غالباً ما تتكئ الأقاصيص على قصص موجودة في الواقع، وتحكي لنا هذا الواقع في جو من الغرائبية كما...
تبدو الكتابة عن "حمود حمد الشكيلي" في مجموعته القصصية الموسومة "لا أمان في الماء" في عوالم بعيدة عن الواقع، وبمعنى آخر، يحاول الكاتب أن يخرج من شرنقة الواقع ليصنع واقعاً مغايراً، إذ غالباً ما تتكئ الأقاصيص على قصص موجودة في الواقع، وتحكي لنا هذا الواقع في جو من الغرائبية كما في أقصوصة (ما لم يكتبه Borges تيرجمه Google) ففيها يحكي الراوي عن بورخيس في رواية كان قد بدأ كتابتها عن ملك يحلم بتاريخ جديد للعالم ليكتشف أن ذلك لا يتحقق في الواقع "... عندما إنتهيت من ترجمة قصة بورخيس، رأيت السماء تبكي إعصاراً شديداً على خطايا اللهو والترجمة، والموسيقى تراقص دخان السجائر الملتف حول حاسوب فاتح فمه على صفحة Google" وفي هذا المعنى، قدم "الشكيلي" في "لا أمان في الماء" مقاربة غير واقعية لموضوعة الكتابة، من خلال راويها المصطنع من تكنولوجيا الإتصالات، ومهما يكن من أمر، خالفن سواء أكان روائياً أو خلاف ذلك ليس حكراً على العام، المشترك، الواقعي، بل قد يدخل المفارق، المختلف، في مجاله الحيوي. وهو ما عبرعنه الروائي في بداية العمل "... فهذا نتاج مصادفة ولدت لحظة تداعيات الكتابة الهادفة إلى ترميم شظايا الواقع".يضم الكتاب (11) أقصوصة جاءت تحت العناوين الآتية: "النائم فوق سطح طيني"، "احتماءٌ بظل شجرة رمان"، "نهد المرأة النائمة على السرير"، "حمادة زغلول"، إمرأة ودلافين تصلي لأجل ماءٍ في محراب داخل تجويف صخري"...إلخ.