"وعدُكَ .. رجاءٌ تَرَقَّد" عنوان عمل أدبي يجمع في (وجه أول) قصص قصيرة، وفي (وجه آخر للبوح) متواليات سردية.في القصص القصيرة يعتمد الكاتب عبد الحفيظ الشمري إعطاء كل شخصية في العمل صوتاً ولغة خاصة بها، والصوت الشخصي هنا يعني الأسلوب الفردي الخاص، الذي تتميز به هذه الشخصية من...
"وعدُكَ .. رجاءٌ تَرَقَّد" عنوان عمل أدبي يجمع في (وجه أول) قصص قصيرة، وفي (وجه آخر للبوح) متواليات سردية.
في القصص القصيرة يعتمد الكاتب عبد الحفيظ الشمري إعطاء كل شخصية في العمل صوتاً ولغة خاصة بها، والصوت الشخصي هنا يعني الأسلوب الفردي الخاص، الذي تتميز به هذه الشخصية من غيرها، وهي رؤية استمدها المؤلف من المجتمع الذي ينتمي إليه، حيث يبرز البنى الإجتماعية التي تعيش فيها شخصياته وطريقة رؤيتها لذاتها وللآخرين، ومن شواهد هذه القصص "رماد كهفنا" القصة الأولى التي يفتتح بها الكاتب عمله حيث يبدو البطل يعيش وساوسه بأن روحاً خفية تسكنه، وعندما لم يفلح في وأد وساوسه "فلم يجد بداً من زيارة (حكيم الجبال) ليفضي إليه بسر لقّنه القرين، تأمله الشيخ بنظرة حادة وهو يهيل تراب الوعظ على شكايته، فقال له بلا مواربة أو تفيهق: - لا تبئس يا فتى مما ترى ..." إلى آخر الحكاية، فجاءت القصص بمثابة إسقاط للحالة النفسية للشخوص على الخارج وعلى علاقتهم بالبيئة، وعلى هذا الدرب سير بقية القصص، بافعال يفسر من خلالها الكاتب إقدام أبطاله على القيام بسلوك معين، واهتماماتهم وتطلعاتهم وأفكارهم.
أما القسم الثاني من الكتاب فاحتوى على (وجه آخر لليوم) متواليات سردية، تقوم عمارتها اللغوية الأساسية على السردية الوصفية التي تحكي صيرورة الذات، فالمفردات عند الشمري الشاعر هنا تجد المجال الأرحب لنمو الأفكار وتطورها وبنائها في قصيدة؛ فتتأرجح شاعريته بين المجازي الواقعي، والغائب المتخيل، وبالتالي تقود إلى اتساع مساحة التواصل مع مجتمع التلقي.
في القصيدة المعنونة "ن"مجردةٌ" تبدو المرأة عند الشاعر كحلم، لا يريد إيقاظه أو كمن يود أن لا يوقظ حلماً من نومه فتقمص جسد عاشق وبدأ يصفها شعراً: "من قال إن نون النسوة / كسيرة .. حسيرة؟! / لا ينجيها من طوفان الغلبة / سوى وشوشات الحب العابر / لعريس يهم بأخذ يدي / رفيقة سمراء .. / أضنتها الدروب المشمسة / فها هي الفتاة تفر خلسة / عن متاهات الرمل / إلى مغازات لامعة، / فنحو المدن .. فرت "ن" / لا تأبه لشيء / من بقايا حياة رملنا".