-
/ عربي / USD
في نصوص الأديب والسينمائي عبد الله حبيب تتحرك دائرة الإبداع، دونما توقف لأنها هي نفسها دائرة (الذات / الكاتبة) التي في مستطاعها أن تمارس حقها في الذهاب مع الأدب حيثما أخذها، ومَن غير عبد الله حبيب يستطيع تحرير النص الأدبي من قيوده وجعله متمتعاً باستقلاليته بعيداً عن المبالغة في الدلالة والمحولات والسير بالنص إلى ما لا نهاية في المعاني والمضامين .
لنقرأ النص الآتي:
لا تبدأ بالمبتدأ، ولا تنتهِ بالخبر / إبدأ بذاك ما ابتدأ، ولا تنتهِ لأن ذاك لا ينتهي / لأنك المنتهى ، ولأنك المَنْهي عنه / أنت يا أغلى الحروف منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة : دثريني دثريني ، دثريني أكثر؛ فقد اندثرْتُ / يا شيخي محي الدين بن عربي: أحقاً أن الألف أشرف الحروف وأكرمها؟ / أصدقك - مولاي - لأن الألف في اسمها / "أعرف يا خاتون / تبقين لي وحدك مثل الوشم في العيون / سوف يقولون أنك الصدى / للعاشق المجنون / أعرف يا خانون " (قاسم حداد، "رسالة" ).
وعوداً على بدء:
صدّر المؤلف كتابه بقصيدة للشاعر الأميركي (إدغر ألن بو) وضعها باللغة الإنجليزية بدون ترجمة لكي لا تفقد شيئاً من مضمونها. كما تنوعت ثيمات النصوص، وأوسعت مكاناً للحب وشجونه، كما هي الحال في نص طويل بعنوان " (الـ) حبّ هو"، ثم يعود المؤلف ويستعيد في بعض النصوص ذكريات إقامته في الولايات المتحدة في تسعينيات القرن العشرين وبداية الألفية الجديدة، كما هي الحال في نص "وردة إلى إملي". ويعود أحياناً إلى ذكريات طفولته كما في نص "نعناع في غزة" هذا النص أهداه المؤلف إلى طفلين فلسطينيين من جرحى الإنتفاضة الفلسطينية كان قد زارهما في أحد مستشفيات أبو ظبي وأعجب بصلابتهما، وكان لقريته "مجز الصغرى" حضوراً أيضاً في نص يحمل عنوان "ضلع ثالث لمجز الصغرى". وفي الكتاب أيضاً نصوص تحيل إلى كتّاب ومفكرين وشعراء وفنانين كان لهم في وجدان المؤلف أثراً عميقاً ومنهم :ماركس، نيتشه، فرويد، قاسم حداد، سماء عيسى، طلال مداح، أمل دنقل ... وغيرهم.
من عناوين الكتاب نذكر : "أمواج" ، "مملكة عند البحر" ، "مَد" ، "(الـ) حبّ هو" ، "كم هو بعيد" ، "قوس قزح" ، "بيتي الصغير" ، "إيزابيل" ، "بعيد عن العين" ، "بياض" ، "وردة إلى أميلي" (...) وعناوين أخرى.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد