تبرز بوضوح ملامح البيئة العُمانية ( القروية ) في قصص " صبي على السطح " للكاتبة " جوخة الحارثي " ، فكل شيء نقرؤه هو تجربة فردية للعناء القروي أرادتها الكاتبة أن تلعب دور النموذج لفئات إجتماعية تعيش مشكلاتها اليومية ، فالقص هنا يصف ويجسد ويبلور أفعال نمطية ، ويترك للقارىء فرصة...
تبرز بوضوح ملامح البيئة العُمانية ( القروية ) في قصص " صبي على السطح " للكاتبة " جوخة الحارثي " ، فكل شيء نقرؤه هو تجربة فردية للعناء القروي أرادتها الكاتبة أن تلعب دور النموذج لفئات إجتماعية تعيش مشكلاتها اليومية ، فالقص هنا يصف ويجسد ويبلور أفعال نمطية ، ويترك للقارىء فرصة التفاعل معها من منطلق القراءة التي يختارها مناسبة . ففي النص المعنون بـ ( العرس ) تظهر شخصية سلومة التي تزوجت من عشرة رجال ، وهي تحضر عرساً في القرية ، والنساء حولها يتغامزون عليها ضاحكين " هيه يا سلومة ، وأبو البنت ، لماذا تركك هو الآخر ؟ " تفرد ظهرها ، تضع يدها على وسطها ، وترمش بعينيها ، فنهتف قبلها : " حسد ! " فتبتسم بجذل ، ( ... ) " . هذا النص يمكن قراءته في بعده الجمالي القائم على فعل الحكي والإنصات ، فيه من الرواية بقدر ما فيه من القصة القصيرة ، فيه من السرد المباشر بقدر ما فيه من موتيفات تعمل كايقونات دلالية وكخلقية عامة لفعل الحكي نفسه ، فهو يحيل إلى دلالات إجتماعية بعينها ، ومظهر بيئي خاص يجترح خصوصيته من فرادة بنيته .