شبح المخدرات يهدد حضارتنا، والتعريف الذي وضعته النهضة لكرامة الإنسان وصقلته القيم الديموقراطية في الحضارة الغربية الحديثة آخذ في التلاشي على ما يبدو. وسائل الإعلام تطلعنا على أن نزوع الإنسان نحو الهوس والإدمان يترافق اليوم مع إنتاج العقاقير الحديثة وتسويقها السريع. أشكال...
شبح المخدرات يهدد حضارتنا، والتعريف الذي وضعته النهضة لكرامة الإنسان وصقلته القيم الديموقراطية في الحضارة الغربية الحديثة آخذ في التلاشي على ما يبدو. وسائل الإعلام تطلعنا على أن نزوع الإنسان نحو الهوس والإدمان يترافق اليوم مع إنتاج العقاقير الحديثة وتسويقها السريع. أشكال الاستخدام الكيميائي التي كانت غامضة في الماضي تتنافس اليوم على سوق عالمي حر إلى حد كبير، نجد حكومات ودول كثيرة في العالم الثالث منهمكة بشأن سلع مجازة أو محظورة تحدث سلوكاً إدمانياً. هذا الوضع ليس جديداً، لكنه آخذ في التفاقم. حتى فترة متأخرة كانت الاتحادات الإجرامية الدولية منظمات مطيعة ابتكرتها الحكومات ووكالات الاستخبارات التي كانت تبحث عن مصدر "غير منظور" للأموال التي تريد توظيفها في تكريس نمط السلوك المؤسساتي. اليوم تطورت اتحادات المخدرات من خلال الطلب المتزايد على الكوكايين، وصارت كالفيلة الشاردة تثير مخاوف حتى الذين ابتكروها. يزعجنا باستمرار المشهد المؤسف "لحروب المخدرات" التي تشنها المؤسسات الحكومية التي يشلها غالباً اللامبالات والنقص في الكفاءة، أو تواطؤها مع الاتحادات الدولية التي تعلن عن نيتها في تدميرها. في هذا الإطار يأتي كتاب "طعام الآلهة البحث عن شجرة المعرفة الحقيقية" وهو عبارة عن دراسة جزئية جداً جاءت حول تاريخ المخدرات في الشرق وفي الغرب. منذ بداية تجارة التوابل حتى حشيشة الكيف والكوكايين وغيرها من المواد. ويتساءل المؤلف لماذا يعتبر البحث عن السعادة غير شرعي في هذا العالم. طالما أنه مستمر من نباتات متوفرة في الطبيعة ويقدم بالتالي حلولاً واقتراحات لحل مشكلة انتشار المخدرات في هذا العصر انطلاقاً من جولات واكتشافات عايشها على الطبيعة واكتشف من خلالها أن هناك علاقة ضائعة ومجهولة في شرح وفهم انتشار اللغات والذكاء والثقافة لدى الجنس البشري.