بدأت فكرة هذا الكتاب قبل ما ينيف على العشرين سنة بقيام المؤلف بعمل دليل لممرضة الأمومة ثم تلا ذلك عمل أدلة لممرضات النشاطات التمريضية الأخرى ثم ومع تبلور نظام الإشراف التمريضي أعطيت الأدلة إلى مشرفات النشاطات المختلفة اللاتي رحن يضفن إليها على مدى السنين بالتنسيق الكامل...
بدأت فكرة هذا الكتاب قبل ما ينيف على العشرين سنة بقيام المؤلف بعمل دليل لممرضة الأمومة ثم تلا ذلك عمل أدلة لممرضات النشاطات التمريضية الأخرى ثم ومع تبلور نظام الإشراف التمريضي أعطيت الأدلة إلى مشرفات النشاطات المختلفة اللاتي رحن يضفن إليها على مدى السنين بالتنسيق الكامل مع المؤلف حتى وصلت إلى الحجم والشكل الذي بين يدي القارئ الكريم. وقد يتساءل البعض "لماذا كل هذا الجهد مع أنه يفترض من أية ممرضة أن تكون على إلمام بكل هذه النشاطات؟! والإجابة هي أنه مع أن النشاطات التمريضية قد تكون واحدة أو متشابهة إلا أن طبيعتها على مستوى الرعاية الصحية الأولية تختلف عن تلك التي تمارس على متسوى المستشفى فنحن نعرف أن تدريب الممرضات في كليات ومعاهد التمريض يتم -وحتى وقت قريب- في المستشفيات وذلك تمهيداً لإعدادهن للعمل فيها. ومن البديعي أن تكون تركيز معارفهن وتوجهاتهن عليها (أي المستشفيات) وبذلك تكون المعارف والتوجهات الخاصة بالرعاية الصحية الأولية بالنسبة لهن تحصيل حاصل على أساس أن من يلم بما يتعلق بالمستشفى سوف يلم بالضرورة بما يتعلق بالرعاية الصحية الأولية. ونحن نعتقد أن هذه القاعدة غير دقيقة، فهناك خصوصيات في العملية التمريضية في مجال الرعاية الصحية الأولية يلزم الانتباه والتصدي لها. ولعل أكثر ما يجب التركيز عليه هنا هو التوجه الذي يجب على الممرضة أن تملكه وهي تعمل في مجال الرعاية الصحية الأولية والذي تحدده طبيعة العمل وطبيعة المراجعين في مراكز الرعاية الصحية الأولية. فغالبية المراجعين لمراكز الرعاية الصحية الأولية ليسوا مرضى بالمعنى الحرفي للكلمة أو كما هو الوضع بالنسبة لغالبية المراجعين للمستشفيات إضافة إلى أنهم أقرب ما يكونون لبيوتهم وبيئاتهم وكل ذلك يتطلب من الممرضة نوعاً من التوجه النفسي والعملي بل وحتى التنظيمي بشكل يختلف عما يجب أن يحصل مع ممرضة المستشفى. إضافة إلى كل ذلك فإن العمل التمريضي في الرعاية الصحية الأولية غير ممؤسس بعد فالممرضة الحديثة التخرج عند التحاقها بالعمل في المستشفى تقوم بالسير حسب أنظمة عمل محددة يتم العمل بها من عشرات السنين وهي في هذا تتبع زميلاتها اللاتي سبقنها في حين يبدو الأمر في مراكز الرعاية الصحية الأولية كما لو أنه متروك لاجتهادات الممرضة واجتهادات من سبقنها في العمل في المركز بحيث يختلف طبيعة الجهد ومقداره من مركز إلى آخر ومن ممرضة إلى أخرى. لذلك جاء هذا الجهد موجهاً لممرضات الرعاية الصحية الأولية إحساساً منا بأن التمريض حديث عهد بالرعاية الصحية الأولية في بلادنا وفوق ذلك إدراكاً منا بأن جهاز التمريض هو عماد العمل في المنشئات الصحية به يتم العمل وبه يستمر وبتطويره وتحسينه يتطور ويتحسن مجمل العمل الفني والتنظيمي.