كل أمة من الأمم وعلى رأسها المسلمون والنصارى واليهود، لها شريعة وهي "الأحكام العملية التي يتمثلها الإنسان لطاعة الله"، ومنهاج وهو "السبيل الواضح" والمسلك الذي يوصل الإنسان إلى الحقائق، مع الاتفاق بين هذه الأديان والأمم في أصول العقيدة. لهذا ينبغي لنا تشخيص مناهج الدين في...
كل أمة من الأمم وعلى رأسها المسلمون والنصارى واليهود، لها شريعة وهي "الأحكام العملية التي يتمثلها الإنسان لطاعة الله"، ومنهاج وهو "السبيل الواضح" والمسلك الذي يوصل الإنسان إلى الحقائق، مع الاتفاق بين هذه الأديان والأمم في أصول العقيدة. لهذا ينبغي لنا تشخيص مناهج الدين في شتى الموضوعات والموارد، ومن بينها ما نحن بصدد بحثه أي المتعلق بفكرة النهضة ومشروعها. ويمكننا استكشاف ذلك من خلال المزاوجة بين عمليتين، الأولى التأمل في النص الديني، والثانية مطابقة نظريات ذلك النص مع التجربة الميدانية التي خاضها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة.. وما ذلك إلا لتكون الدراسة تطبيقية عملية لا نظرية مفهومية فقط. وما السبب في اختيارنا لهذه التجربة، إلا لأننا في سبيل استكشاف حقيقة المنهج الديني وتكوين صورة واضحة عنه، نحتاج لتجربة دينية تامة يمكن أن تكون ترجمة فعلية للنص وتكميلاً له.. وتجربة الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة أفضل وأوضح نموذج للتجربة الدينية الملاصقة للنص. تماماً كمن يريد دراسة المنهج الماركسي اللينيني فإنه لا غنى له عن مراقبة تجربة لينين على الأرضية السوفياتية لأنها الترجمة الفعلية والتكميلية للمقولات الماركسية.