ليس الاسم وحده الذي يجمع بين هاتين العائشتين، فهناك جوامعُ أخرى كثيرة، منها أنهما: عاشتا في بيئة لا تحمدُ للمرأة الانصراف إلى طلب العلم، ومرَّتا بمحن ومكابدات جراء ذلك، وبرغم تلكم الصعوبات فقد ترقَّتا في مدارج الطلب حتى بلغتا الغاية، ثم هما أديبتان وشاعرتان رائدتان:...
ليس الاسم وحده الذي يجمع بين هاتين العائشتين، فهناك جوامعُ أخرى كثيرة، منها أنهما: عاشتا في بيئة لا تحمدُ للمرأة الانصراف إلى طلب العلم، ومرَّتا بمحن ومكابدات جراء ذلك، وبرغم تلكم الصعوبات فقد ترقَّتا في مدارج الطلب حتى بلغتا الغاية، ثم هما أديبتان وشاعرتان رائدتان: فالتيمورية كانت فريدة عصرها في القرن التاسع عشر، حيثُ طبق اسمها الآفاق، وعالجت الشعر بالعربية والفارسية والتركية، ولها في كل لغة منها ديوان، في حين بلغت بنت الشاطئ الغاية في علوم العربية والتفسير والتاريخ الإسلامي، في قرن العشرين، حتى تسابقت الجامعات من الخليج إلى المحيط على استقطابها، وكلا العائشتين تركتْ آثاراً علمية وأدبية مهمة، وكلاهما سارت بالتجديد في الطريق الوسط، فلم تشط إحداهما عن قيم مجتمعها، ولم تنقلب عليه.