"في أعلى الشجرة يشدو الطير مزهواً يقول: أنا، أنا، انظروا لي، انظروا لي. وحدي. أنا.. ابتسمت فاطمة وقد سرقت لبها المناظر الطبيعية للعالم الواسع الجميل الخلاب الذي يسع الجميع لكل حصته ليرفع قامته وينفخ صدره نافشاً ريشه متباهياً محققاً ذاته. تذكرت معرض زوجها، صور صدام حسين،...
"في أعلى الشجرة يشدو الطير مزهواً يقول: أنا، أنا، انظروا لي، انظروا لي. وحدي. أنا.. ابتسمت فاطمة وقد سرقت لبها المناظر الطبيعية للعالم الواسع الجميل الخلاب الذي يسع الجميع لكل حصته ليرفع قامته وينفخ صدره نافشاً ريشه متباهياً محققاً ذاته. تذكرت معرض زوجها، صور صدام حسين، رغبتها في كتابة كتاب، صديقتها التونسية التي تريد أن تكمل دراستها الجامعية، المرأة الشعبية الحافية أمام الثلاجة الكهربائية، زهور النرجس، شجرة التفاح، الطير، أجل الجميع يقول: أنا، أنا، شوفوني، شوفوني. تنهدت وهي تبتعد عن الشباك، أيكون الفرق بينهم، أن البعض يدمر غيره ويؤذيه من أجل مصلحته فقط، وعلى حساب غيره متذكرة حزن الرجل العجوز المقرفص بالشارع، النحيف بسيقان الجرادة، المرأة المتكومة النائمة اليائسة وسلتهما المطاط الفارغة. تذكرت الهجوم على الأهوار وعملية تجفيف مياهها، الاعتداء على الكويت، عمليات التهجير، آلام الأكراد. انتبهت فاطمة للطير يغرد مسروراً نشوان: تتاتا، تتاتا، تاتا..