كنت أرفض استعادة الزمن كي لا يسحبني إلى سنوات الوجع، والآن وعلى الرغم من مضي عدة سنوات على الحادثة الأولى أجدها تولد في دماغي من جديد، وفي شخوص أبطالها العظام الذين شرعوا اليوم ينخرون الماضي، فجنحت ذاكرتي تعيد حياكة هذه المشاهد، تمددت أيامي حبلى بالحكايات القديمة يؤلب...
كنت أرفض استعادة الزمن كي لا يسحبني إلى سنوات الوجع، والآن وعلى الرغم من مضي عدة سنوات على الحادثة الأولى أجدها تولد في دماغي من جديد، وفي شخوص أبطالها العظام الذين شرعوا اليوم ينخرون الماضي، فجنحت ذاكرتي تعيد حياكة هذه المشاهد، تمددت أيامي حبلى بالحكايات القديمة يؤلب عليها إحساسي المرهف لكل الأشياء المتحركة من حولي بشيء من البؤس والتعاسة والتشفي، سأحكي لكم طرفاً منها، حيث إنني أحس بوقعها متراكضة كسنابك خيول جامحة في أخباري وبين أوراقين وكأنها مخاض لولادة لا تنتهي، فهل تكتمون السر عني؟ كما أني أرجوكم ألا تحسبوها شهادة محضة يستدل بها داخل أروقة المحاكم خذوها كما أرويها لكم وإن لم تبصروا فيها شيئاً من ذواتكم فاسحقوها بعد حرقها وانثروها في وجه الشمس، كما يقدم الهندوس أجسادهم.