كان أبو النّور يقول دائماً: "إن من لا يجن ولو ساعة ، كل يوم، يصبح مجنوناً"... لست أدري كيف تكون مذكّرات رجل يعدّ نفسه للرحيل؟... هل يصبُّ على الورق خلاصات أحقاده؟... هل يرمي عليه سلسلة إعتذاراته؟... أو تكون مناسبةً له للرحمة والصفح والغفران؟... هل يتحدث أخيراً، بصراحة عن مذلاّته...
كان أبو النّور يقول دائماً: "إن من لا يجن ولو ساعة ، كل يوم، يصبح مجنوناً"... لست أدري كيف تكون مذكّرات رجل يعدّ نفسه للرحيل؟... هل يصبُّ على الورق خلاصات أحقاده؟... هل يرمي عليه سلسلة إعتذاراته؟... أو تكون مناسبةً له للرحمة والصفح والغفران؟... هل يتحدث أخيراً، بصراحة عن مذلاّته ويتفاخر بإنجازاته؟... أم يناور عن كلّ ذلك بتخريجات فلسفيّة ونصائح حَكمية؟... قد تكون أيّاً من هذا، أو خليطاً من كلّ هذا... ولكنّها بالتأكيد آخر ما كتبه أبو النّور، ذاك الرجل الهائم أبداً بين الكذبة والحقيقة، بين الشجاعة والجبن، بين الإيمان والكفر، بين الحبّ والحقد، بين الثروة والفقر، بين الوطنيّة والخيانة، بين اليمين واليسار، بين الواقع والخيال... إنّها آخر كلماته قبل أن قال: "يا نور... أنا هائم بين الحياة والموت".