كان يرى نفسه في الجحيم في بقعة تمرّ من حولها العديد من السيالات البركانيّة، كانت اللافاً تتقدم حمماً مصهورة بينما تعالت في الهواء سحب دخانية مشبّعة بثاني أكسيد الكبريت، وهو يحاول أن يتجنب إتجاهها ليسقط في نهر بركاني آخر؛ ثم إن موجة عارمة من الحرارة تلفح وجهه، ويبدأ جلده في...
كان يرى نفسه في الجحيم في بقعة تمرّ من حولها العديد من السيالات البركانيّة، كانت اللافاً تتقدم حمماً مصهورة بينما تعالت في الهواء سحب دخانية مشبّعة بثاني أكسيد الكبريت، وهو يحاول أن يتجنب إتجاهها ليسقط في نهر بركاني آخر؛ ثم إن موجة عارمة من الحرارة تلفح وجهه، ويبدأ جلده في الذوبان والتقيح وينزّ الصديد من كل مكان فيه، والألم يشتد ويتصاعد؛ ويُطلبُ منه، إذلالاً له، أن يبدأ في شرب ذلك المزيج من الصديد والعرق وبقايا الجلد؛ وحينها ينبت جلد آخر ليتكرر الحرق مرة أخرى. وها هو الآن بين آلات خطافة تتجه في كل الإتجاهات، وكل واحدة عليها مقامع من حديد، فيخرج من الأولى والثانية لتواجهه الثالثة على الوجه فيمتقع وجهه وتنغرز المقامع على رأسه ويتشوه؛ ثم تآتي آلة أخرى فتجزّ الرأس، فيتدحرج بعيداً بينما ينبت رأس آخر ليتكرر العذاب؛ أو أن يتردى من حافة جبل شاهق، ويتدحرج جسمه على صخور حادة ناتئة، وكلما اقترب من الأرض كان جسده يصبح أكثر فأكثر مجرد مشاش من لحم وعظم، وحين الوصول يجد نفسه مرة أخرى في نقطة البداية ليتردى من جديد هكذا في تكرار أبدي.