يشكل هذا الشاعر اللبناني حمزة عبَود المعنون ("كنت كثيراً، لم أكن أحداً" في أحوال الطفولة والصبا) أرشيفاً كاملاً لحياة مليئة بالعطاءات، بل أكثر من ذلك هي اعترافات صاحب السيرة نفسه بالبدايات الأولى والتأثر والتأثير بالمناخ العام الذي ولد تلك النصوص التي تغطي حقبة مليئة...
يشكل هذا الشاعر اللبناني حمزة عبَود المعنون ("كنت كثيراً، لم أكن أحداً" في أحوال الطفولة والصبا) أرشيفاً كاملاً لحياة مليئة بالعطاءات، بل أكثر من ذلك هي اعترافات صاحب السيرة نفسه بالبدايات الأولى والتأثر والتأثير بالمناخ العام الذي ولد تلك النصوص التي تغطي حقبة مليئة بروائح اكتشاف الذات وحسَ الكتابة التي بدأت منذ الطفولة على مقاعد الدراسة وفي الحي القديم وبكل ما تحمله أيام الزمن الجميل من حياة ملؤها الصخب والنشاط والتي كونت شخصية هذا الشاعر الفذَ.
وفي أحوال الطفولة والصبا يخبرنا حمزة عبَود شغفه بالكتب الأدبية جعله يتخيل نفسه في "عالم" آخر يقلد فيه شخصيات الروايات، كما يقلد طريقة (ولغة) الكتَاب والشعراء الذين قرأ لهم، يقول: "اشتريت دفتراً لكي أكتب فيه ما يخطر لي حول موضوعات وقضايا كانت رائجة في الكتب، وقصصاً تشبه حكايات الأفلام التي شاهدتها. ثم كتبت "نصوصاً" تقلد لغة جبران، وملأت معظم صفحات الدفتر بخواطر وقصائد وحكايات... وكنت أضعه بالقرب من سريري متأملاً غلافه الأزرق الموشى بمربعات كحلية وحمراء وصفراء، وصفحاته البيضاء المتبقية التي تغوي بكتابة خواطر وأفكار لم أكن أجيد صوغها في تعبيرات مناسبة(...)".
إن حنين حمزة عبود للأماكن والأشخاص والماضي والطفولة والصبا، إنما هو تعبير عما يختزنه في داخله من وفاء للناس وللوطن، الوفاء بعض من مآثره فوفائه للأماكن مثل وفائه لمبادئه التي ترى عليها ولم يزل مخلصاً لها.
يتضمن الكتاب ذاكرة خمس سنوات من طفولة وصبا مؤلفه، تنقل خلالها بين صيدا وعدلون، مع وصف دقيق لشخصيات وأمكنة وأحداث تأثر بها، وتجليات شخصية وجدانية وعاطفية وفكرية وثورية.