السؤال الاجتماعي بما هو تعرية المظاهر المصطنعة والأساليب الملتوية في مجتمع المال والأعمال هو ما ترصده رواية "حكايات يونس حيم" للروائي محمد عيد العريمي، يطرح من خلالها تساؤلات ذات دلالة مباشرة، تحيل القارئ إلى الواقع من دون التخفي ور اء الحروف والكلمات والجلابيب...
السؤال الاجتماعي بما هو تعرية المظاهر المصطنعة والأساليب الملتوية في مجتمع المال والأعمال هو ما ترصده رواية "حكايات يونس حيم" للروائي محمد عيد العريمي، يطرح من خلالها تساؤلات ذات دلالة مباشرة، تحيل القارئ إلى الواقع من دون التخفي ور اء الحروف والكلمات والجلابيب والخطط.
يقول الروائي: "تكشف الرواية الفساد المستشري، والذي يغدو كالسرطان، كلما احتوى جانباً منه يظهر لك في جزء آخر من جسد المريض، وتذهب الرواية مباشرة منذ السطور الأولى، إلى تعرية أصحاب الأعمال والنفوذ المالي بلغة واضحة، بعيداً عن الإيحاء به لغوياً أو رمزياً، الذين يديرون شؤون التجارة من خلال شبكات مصالح، تجمعهم بالمسؤولين الفاسدين، حيث يولد الخاص من رحم العام، ويترعرع تحت عباءته، فلا تضارب بين مسؤولية الوظيفة ومصلحة التجارة!...".
هذه الإضاءات تتم بواسطة السرد الذي يسيطر على الرواية بكاملها "الذي يأتي على شكل تداعي الأفكار داخل الشخصية الرئيسية في العمل "يونس حيم" الشاب المتمرد الذي تحرر من قبضة المال وسطوته وراح يبحث عن نفسه في مكان آخر، غير المكان الذي ترعرع فيه "حيث خبرت الحياة، ووعيت الحقيقة، اكتشفت أن ضريبة الثراء باهظة الثمن؛ فاتخذت لنفسي موقفاً من الحياة، على مسافة بعيدة من محيطي الأسري والاجتماعي، فلا دَينْ يطوق رقبتي، ولا خطيئة تؤرق مضجعي، فلا أنام ملء جفني"، بهذه العبارة يبدأ يونس حيم، سرد حكايته عن نفسه.
وفي الرواية أيضاً نشهد قصة حب من أول نظرة، جمعت هاربين التقيا بالمصادفة، "هو" من طبقة اجتماعية يرفض الانتماء إليها، و"هي" من مجتمع ترفض الانتماء له، تقول الفتاة عن نفسها: "هربت إلى الجانب الآخر من الدنيا حيث لا أحد سيذكُرني بأني مجرد نتاج ساعة شبق اجتمع فيها رجل جنوبي بامرأة شقراء من الشمال!..". وبالتالي هي رواية شاملة لكل مظاهر الحياة، تطرح قضايا كبرى شغلت وتشغل الواقع العربي، والأسرة العربية بالتحديد، وتثير أسئلة لم نقع على أجوبتها بعد...