تتأسس بنية عنونة مجموعة "سناجب الشرق الأقصى" للشاعر سيف الرجي على تحشيد المسافة الحواسية بين فعل التمجيد وفعل الفوضى والهذيان في صيغهما الدالتين على استدعاء زمن الشعر والشعراء ذهنياً وصورياً وقولياً والإلتصاق بالذات الأخرى، حيث يبدو حضور المرأة طاغياً "المرأة الجميلة...

تتأسس بنية عنونة مجموعة "سناجب الشرق الأقصى" للشاعر سيف الرجي على تحشيد المسافة الحواسية بين فعل التمجيد وفعل الفوضى والهذيان في صيغهما الدالتين على استدعاء زمن الشعر والشعراء ذهنياً وصورياً وقولياً والإلتصاق بالذات الأخرى، حيث يبدو حضور المرأة طاغياً "المرأة الجميلة التي تسبح تحت المطر مغمورة بقوس قزح من الألوان والأحلام المحلقة مع الفراشات والطيور" يقول الشاعر في "النسر يصطاد العاصفة" النساء الجميلات البواسق / الأشجار الجميلات البواسق / مُثقلات بعثاكيل الثمار والأحلام / الشجر يغالب حتفه / في الريح والحريق ..." وبهذا المعنى يبرز الشاعر علاقة المرأة بالطبيعة "الشجر" و "الثمار" و "الريح" ... وهو ما ينسحب على بقية نصوص المجموعة وكل ذلك عبر مقاربات أدائية تتجاور شفراتها اللغوية وكثافتها الصورية وذلك بالإتكاء على حواس الرغبة ومحمول الحكايات التي تحضر في هذه المجموعة والتي نرى الشاعر يطل منها على مقاهي باريس، حيناً، وأحوال الأمم والممالك ومسار مصائرها في سفر التاريخ حيناً أخرى، وكتابات أخرى تحضر لشعراء بذكرهم الرجي ويعلق على أعمالهم مثل كتاب أبي شقرا (حيرتي تفاحة تجلس على الطاولة) و "مدامع العشق" لأبي بكر إبن دريد العماني وآخرون، وهو يفعل ذلك بحنين ودهشة تتصل وتحتشد في بواطنها المعاني والعبارات ربما أراد من خلال ذلك نقل الأثر من ذهنية مفرطة إلى حسية واقعية يتجاذب عبرها فعل الزمان، وخاصة عندما نجده يتذكر سركون بولص قبل إصابته بالمرض العُضال، وكأن الشاعر بولص يودع وصاياه وحنانه: تحترق على نار الموقد / تودعك نظرة / وترحلْ/ في المطارات والمحطات ..."، عبر هذا الفضاء يسبح الرجي بأداءات تتراسل خلالها أفعال الحكي الشعري والواقعي في هيئة صور وأشعار وذكريات هي أكثر تعبيراً عن تجربة الشاعر في معترك الحياة بتفاصيلها وضجيجها.
يضم الكتاب ستة نصوص، يوميات، شذرات كُتبت عام 2012/2013 في أكثر من جزيرة آسيوية وباريس جاءت تحت العناوين الآتية: 1- النسر يصطاد العاصفة، 2- بجنون الحرية والهواء الطلق، 3- من الجبل الأخضر إلى نزوى، 4- حين أشرق طفل من روحه، 5- حرب الأجنة في الأرحام، و6- غرفة في (باريس) تطل على القطب الجنوبي.