الروائية سناء الغامدي أرادت أن تكتب وتستدعي وتروي لنا شطراً من تأريخ قبيلتها وبطولات منطقتها في الماضي وفي الحاضر، وأن تدخلهم عالمها الروائي وذاكرتنا أيضاً؛ ولذلك صنعت مسرحاً كبيراً، اختطت به قرى وجبالاً وأودية وحصوناً وبشراً، والقليل من السكب، ثم أسمته وادي البراح.وفي...
الروائية سناء الغامدي أرادت أن تكتب وتستدعي وتروي لنا شطراً من تأريخ قبيلتها وبطولات منطقتها في الماضي وفي الحاضر، وأن تدخلهم عالمها الروائي وذاكرتنا أيضاً؛ ولذلك صنعت مسرحاً كبيراً، اختطت به قرى وجبالاً وأودية وحصوناً وبشراً، والقليل من السكب، ثم أسمته وادي البراح.
وفي ذلك الوادي المفترض خلقت لنا أسماء وقبائل وقصص حب وخيبات وظلماً وعدلاً ومطراً ورعيان وعرضات، ثم جاءت بتأريخ وبطولات أجدادها من قبورهم وكتبهم وحصونهم، وقالت لهم احضروا!! لا ليعودوا إلى الحياة ولكن ليحضر معهم الغازي التركي الذي تجرأ وغزا بلادهم ذات تأريخ.. تحضره مرة أخرى كي يُهزم كما يهزم كل غاز أو عدو لهذه الأرض، سواء كان في الحاضر أو الماضي.. هذه الأرض المصانة التي لا يحكمها سوى أبنائها.
سناء الغامدي أسمت كل هذه العوالم التي شكلتها «عطر السكب».. السكب هذه الزهرة الجنوبية المنقوشة في الذاكرة؛ لتحمل الرواية خصوصية ونكهة المكان. والمكان هو البطل في الرواية.. وكل الأسماء والشخوص تحضر وتمضي عابرة لتبقى البطولة والبطولة للمكان .
وبالطبع يستحيل كتابة رواية جنوبية دون قصة حب؛ الحب قدر جنوبي.. حب عادة لا يكتمل ولا يصل، وليظل موجعاً كمسار خنجر.
«لقد كان حبنا كصنم التمر, صنعناه معاً.. عبدناه معاً، ولكنك تفردت بأكله».
«عطر السكب» نجحت وباقتدار على الخروج من فضاءات العوالم الإلكترونية أو الافتراضية التي أصبحت مسرحاً للكثير من الروايات الجديدة؛ كون كل شيء ممكناً في تلك الفضاءات.. وأعادت الأحداث لمسرحها الحقيقي، مسرح الحياة.
- الأدميرال عمرو العامري