تنزع عنونة مجموعة "عودة للكتابة بقلم رصاص" للشاعر محمد الحارثي منحى خطابياً مفترضاً واقعياً وذهنياً ينهل من معين كتابة شعرية في صورة انغلاق وانفتاح تمنح المجال لوجود الإنفتاح النصي واحتفاءه بوسائل الكتابة القديمة –قلم الرصاص والآلات الكاتبة- تلك التي رقن عليها كل من ارنست...
تنزع عنونة مجموعة "عودة للكتابة بقلم رصاص" للشاعر محمد الحارثي منحى خطابياً مفترضاً واقعياً وذهنياً ينهل من معين كتابة شعرية في صورة انغلاق وانفتاح تمنح المجال لوجود الإنفتاح النصي واحتفاءه بوسائل الكتابة القديمة –قلم الرصاص والآلات الكاتبة- تلك التي رقن عليها كل من ارنست هيمنغواي وفرجينيا وولف، والشاعر الأمريكي والت ويتمان وقصائده، والذي خصه الحارثي في هذه المجموعة بقصيدة عنوانها (لوحة مفاتيح ذكية في سرنديب) مع عنوان فرعي (اعتذار متأخر إلى والت وتمان) يقول فيها: بعد إدماني الحواسيب النقالة يا شيخي والت وتمان/ قررت العودة للكتابة بقلم رصاص، دونما اكتراث لضربات/ الآباء السرياليين اكتفاءً بثيمتين بسيطتين:/ امتداح صرير أقلام الرصاص/ وطقطقة الآلات الكاتبة التي استخدمتها (...)". وهكذا نرى الشاعر يحرص على نقل الكثافة اللغوية من بنية الملفوظة إلى بيانات اثرية فاعلة في جاذبية الصورة الحسية، والذهنية وقد ثبت هذه الرؤية القرآنية في اشتغالاته الشعرية على بقية عنوانات المجموعة التي تضمنت قصائد مهداة لكتاب وشعراء عماينين، مثل الشاعر سماء عيسى، والشاعر زاهر الغافري، والباحث خميس بن راشد العدوي، والشاعر صالح العامري، وآخرون.تضمنت المجموعة خمسة وعشرون عنواناً نذكر منها: "صافرة الملاك"، "قارب الكلمات يرسو"، العكاز ودائرته المقفلة"، "لوحة مفاتيح ذكية في سرنديب"، "فأس التشذيب هذه"، "المصطفى" (...)الخ.