-
/ عربي / USD
في ضمير كل إنسان سوي تطلعات شتّى قد يسعى لتحقيقها جميعاً، ولكن أكثر الناس يغفلون إلاَّ عن قليل منها، والوحي يرسم للمؤمنين خارطة طريق لكي يحقّقوا المزيد منها بتوفيق سبحانه وتعالى، فما هي تلك التطلعات:
1-أبرزها ضمان المصير، حيث يرحل البشر إلى ربه عاجلاً أم آجلاً ليجد لديه الثواب العظيم الذي لا يُقاس بما في الدنيا من ثواب، فما عند الله تعالى خير وأبقى، قال الله سبحانه: ﴿وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ﴾.
2-البحث عن الأمن هناك عند الله تعالى حيث العذاب الأشد للكافرين، وقال ربنا سبحانه: ﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾.
3-نعم، زُيِّنت الحياة الدنيا للبشر لكي يتَّخذ منها متاعاً، ومن نعمها وسيلةً إلى رضوان ربه، قال ربنا سبحانه: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ﴾.
وليست الشهوات العاجلة من الطعام والشراب والسُكنى ومن النساء والبنين إلاَّ وسيلة لما هو أعظم منها، مثل التكامل المعنوي، والخلق العظيم، والمعرفة النافعة، والذكر الحسن عند الناس، وإمامة المتقين.
وهذه النعم وغيرها يحصل عليها المؤمن إذا اتّبع نهج الوحي في حياته الدنيا، كما تلك النعم الأهم في الآخرة، ولعل سورة ص، تُذكِّرنا.
بهذه الحقيقة من خلال بيان المزيد من قصص الأنبياء عليهم السلام، الذين ينبغي أن نقتدي بهم ونتَّخذ من هُداهم عبرةً وبصيرةً نافذةً، وها نحن نُقدِّم بعض الإستضاءات من هذه السورة الحافلة بالبصائر المنيرة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد