ومع تطور الحياة وزيادة تعقيداتها، وشدَة التنافس بين البشر على إستغلال الطبيعة، والإستفادة من مواردها، ومع وصول الإنسان إلى ذروة السيطرة على الطبيعة، وامام الطفرة الصناعية المرعبة وما افرزته – بإزاء إيجابياتها – من سلبيات ومساوئ على مستوى الإنسان والحيوان والطبيعة برمتها، أمام كل هذا وذاك، كان لا بد من أن تنطلق الكثير من المؤسسات والجمعيات الأهلية والحكومة لدراسة سلبيات هذا التطور الصناعي في أسبابه ونتائجه، ووضع الحلول التي تحمي البيئة من التلوث.
هذا الضوء جاءت فكرة هذا البحث، من خلال سلسلة حلقات حوارية في إذاعة البشائر اللبنانية، وقد لاقت صدى طيباً عند المستمعين.ويدور البحث في هذا الكتاب ضمن مدخل وأربعة فصول:
في المدخل : يلقي المؤلف نظرة عابرة على مفهوم البيئة، وواقعها المعاصر، وأسباب التلوث البيئي ومخاطره، وعلاقة الدين بالبيئة.
وفي الفصل الأول: يتحدث المؤلف عن علاقة الإنسان بالبيئة، ومسؤوليته عن حمايتها من كل الأخطار المحدقة بها، وعن دوره في عمارة الأرض،وختم بالحديث عن التجربة الإسلامية التاريخية في رعاية البيئة.
وفي الفصل الثاني: تحدث المؤلف عن القواعد الفقهية العامة التي يمكن في ضوئها تخريج أحكام البيئة وتكييفها.
وفي الفصل الثالث: نتحدث عن عناصر البيئة الرئيسة، من الماء والهواء والأشجار والحيوان.
وفي الفصل الرابع: يدور البحث حول البيئة والتنظيم المدني.
وأما الفصل الخامس:خصص للحديث عن أشكال أخرى من التلوث، نظير التلوث السمعي والبصري، ونظرة الإسلام الى ذلك.