بصائر الوحي تساهم في تطوير البشر جوهرياً بحيث تنجز المزيد من تلك الفرص الكبرى التي جعلها الربُّ سبحانه لتكامل الإنسان.
إنها لا تقتصر على إصلاح ظاهر ابن آدم، بل تغور إلى عمق أعماقه، وتصلح خبيئة أسراره.
ومن هنا فإنَّ التدبّر في آيات الذكر بحاجة إلى إرادة قوية، لماذا؟...
لأنَّ إصلاح جوهر البشر ليس سهلاً، حقاً إنه قد يكون أصعب من تسلُّق الجبال الراسيات.
وبالرغم من أنَّ ربنا سبحانه قد يَسَّر كتابه للذِّكر، وترى في كلماته الروعة والجذّابيّة الفائقة، وهكذا ترانا نحب قراءته المرة بعد الأخرى دون أنْ نملَّ منه، بالرغم من ذلك فإنه يبقى صعباً عندما نسعى للتدبُّر فيه، والتفاعل مع حقائقه، والسير في غور أعماقه، هنالك ترى أنَّ شيئاً هاماً من ذاتنا يجب أنْ يتطور، وأنَّ إضافةً مهمةً تكاد تثقل كياننا.
بلى، لو تصبّرنا قليلاً، وقهرنا بإرادتنا حالة الهيبة التي تعترينا، فهناك نجد أنفسنا قد أصبحت أنقى وأسمى وأقرب إلى السكينة.