بلغ الإمام علي عليه السلام من الصفاء الروحي حداً لم يدانيه فيه إنسان على الإطلاق، ولم يزد عليه فيه إلا النبي صلى الله عليه وسلم. وتاريخ حياته رضي الله عنه سلسلة نورانية في هذه الظواهر الرائعة، فهو الفكر الإسلامي بشتى صنوف المعرفة، ومما أملاه على المسلمين ممن سأله ومما نقله التاريخ من المحاورات العلمية والعقائدية مع أصحاب المذاهب الأخرى. والظاهرة التي امتاز بها رضي الله عنه والتي تلفت النظر في حياته أنه له على الآخرين حق العطاء في المعرفة، وليس لأحد من الناس عليه حق الأخذ منها، وتلك منحة من الله شاءها له ليقيم به الحجة على الخلق، وقد شهد له بذلك الخصوم والمقربين وأقطاب الفكر من معاصريه. وفي هذا الكتاب يتحدث المؤلف عن مناقبية وفضائل الإمام علي عند مناصريه وخصومه للتدليل على موسوعيته في العلوم الإسلامية والسماوية التي طالما تحدث الفقهاء والمؤرخون حولها.