يحوي القرآن الكريم مجموعة من المعارف البشرية والعلوم الإنسانية وقد جاء كتاباً محكماً، عجز البشر عن الإيتان بآية من مثله تلقاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه بواسطة جبريل. وقد تعددت اهتمامات العلماء والباحثين، إذ سلط كل واحد منهم الضوء على جانب من جوانب الإعجاز القرآني. ومن المواضيع التي استهوت العلماء موضوع الأخلاق في القرآن الكريم إذ تدبروا آياته البينات ليتزودا من معين علمه وأدبه قدر المستطاع. وقد حاولوا تبين الرؤية القرآنية في هذا الموضوع الذي يحتل مكانة هامة لدى المسلمين حيث ندب الله المسلمين إلى تزكية نفوسهم وتهذيبها بالأعمال التي توطد العلاقة بين المسلمين في المجتمع الواحد، وتنطلق بهم إلى آفاق رحبة من الخير والطمأنينة والسلام. ومواضيع هذا الكتاب تنصب على هذا الموضوع حيث كان المؤلف قد درس قسماً منها في بعض الحلقات التعليمية إذ ركز على السلوك الاختياري للإنسان والذي قسمه إلى مجموعات ثلاثة عمد على أساسها إلى تقسيم الأخلاق في القرآن إلى ثلاثة أقسام عامة، الاخلاق الإلهية، الأخلاق الفردية، الأخلاق الاجتماعية. والكتاب يقع في ثلاثة أجزاء، وقد وضع أصلاً باللغة الفارسية، قبل أن تتم ترجمته بالعربية، وقد عكف المحقق محمد حسين اسكندري علي تنقيحه واعداده للطباعة.