ديوان الحلاج عبارة عن معجم للمصطلحات الصوفية، صاغها الحلاج شعراً بمنتهى البراعة، فجاء شعره أنيق العبارة، عميق القدر، ليس من السهل، إطلاقاً الوقوف على معانيه الدقيقة، إلا أن المحقق، لجأ في استخلاص معاني الحلاج، وفهمهما إلى كتاب "شرح كلمات بابا طاهر" لعين القضاة، ثم كتاب "مشارف أنوار القلوب" لابن الدباغ لجوئه إلى مراجع كثيرة أخرى، ذكرها المحقق في ثبت مراجعة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يشرح فيها ديوان هذا العارف الكبير شرحاً كاملاً. وهذا يعطي أهمية بالغة لهذا الكتاب أضف إلى ذلك تلك الدراسة التي تميزت بنقاط هامة بحث المحقق في صرفها أو عدمه في حين لم يعطي إليها غيره ممن تناول ديوان الحلاج وسيرته. حيث، وفي الغالب، تطالع القارئ والباحث في سيرة الحلاج مسائل في غاية الأهمية، لم أحداً من الباحثين من وقف عندها، وقلب نظره فيها. وناقشها، إلا أن المحقق توقف عندها لمناقشتها. في هذه المسائل: اسم الحلاج، اتهامه بالجهل، السبب الحقيقي لمقتله، مدى صحة ديوانه الشعري، وكتابه الطواسين. وكان للمحقق وقفة متأنية عند كل نقطة من هذه النقاط.