-
/ عربي / USD
تسري المعاناة والإزراء في حياة الخنساء لتشكل النسخ الذي غدّا شعرها، حيث أصيبت بزوجها فترحلت، وبأبيها فذاقت اليتم، كذلك فقدت أخويها، فأظلمت دنياها، ولم تجد في قيثارة شعرها إلا الوتر الباقي، فعزفت عليه حتى ألغته، ويرقى ديوانها الذي بين يدينا إلى مطلع القرن الثالث للهجرة حتى كان أكثره في الرثاء، وعلى هذا الفن قامت شهرتها في القديم والحديث.
وإذا ما عدنا لمتن هذا الديوان ولمغزى قصائده، نجد أن أكثره يعبر عن آهات نفس الخنساء اللائعة، ونفثات صدرها المتألم خراً على فقدها لأخيها وزوجها.
والقارئ لهذا الشعر وآهاته يقف على سذاجة معانيه وتكررها، وفعالاته في وصف حزنها، ومناقب أخيها صخر، فشعرها محبّب، قريب إلى القلوب، بما فيه من عاطفة صادقة، ملتهبة لوعة، وبما فيه من وفاء أخوي صحيح.
والكتاب الذي بين أيدينا من هذا الديوان يحتوي على ديوان الخنساء مرتباً على حروف الهجاء معنوناً بعناوين مستقاة من القصيدة نفسها، ومشروحاً بأسلوب سهل ومبسط يضمن للقارئ الإلمام بكل المعاني التي قصدتها الخنساء من شعرها الذي يغلب عليه الطابع الرثائي الممزوج بالفخر.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد