شارك هذا الكتاب
ديوان أبي القاسم الشابي
(0.00)
الوصف
"أيها الموت" أيها القدر الأعمى" قفوا حيث أنتم أو فسيروا، دعونا هنا نغني لنا الأحلام والحب والوجود الكبير، إذا ما أبيتم فاحملونا ولهيب الغرام في شفتينا وزهور الحياة تعبق بالعطر وبالسحر والصبا في يدينا". هكذا يريد الشابي أن يظل معانقاً للحياة حتى اللحظة الأخيرة،...

"أيها الموت" أيها القدر الأعمى" قفوا حيث أنتم أو فسيروا، دعونا هنا نغني لنا الأحلام والحب والوجود الكبير، إذا ما أبيتم فاحملونا ولهيب الغرام في شفتينا وزهور الحياة تعبق بالعطر وبالسحر والصبا في يدينا". هكذا يريد الشابي أن يظل معانقاً للحياة حتى اللحظة الأخيرة، وأنه لتشتد عليه العلة، وينصح له الطبيبي بالكف عن الانفعال والعمل حتى يبدأ، ولكن روحه المتوثب لم يستجب لذلك النصح، وظل يرهق قلبه حتى لفظ أنفسه الأخيرة. ومن الطريق أن تجد شاعرنا، والموت يتسلل إلى قلبه شيئاً فشيئاً، قد أدرك نهايته، ولكنه أمام بطلان الحياة وعبثيتها ينظر إلى الموت بوصفه تجربة جديدة، ربما كان فيها خلاصة. وهو من أجل هذا يقبل عليه وكأن دافعاً غامضاً ف أغوار نفسه يسوقه إله سوقاً.
إن الشاعر الذي أراد الحياة ذات يوم يفسح الطريق إرادة الموت ولكنه في الوقت نفسه يحيل الموت إلى تجربة إنسانية حية: "جف سحر الحياة يا قلبي الدامي فهيا نجرب الموت هنا! وهكذا استعجل هذا الشاعر موته، فوافته المنية وهو بعد في صور شبابه، في التاسع من أكتوبر سنة 1934، ففقدت به الحياة واحداً من القلائل الذين أفنوا حياتهم في حبها، والإخلاص لها.
ورغم قصر الفترة التي عاشها الشابي مبدعاً ظفرت منه الحياة بثروة شعرية أصيلة تعد من أصدق الإضافات الجديدة القليلة إلى الشعر العربي الحديث، التي أنتجها جيله والجيل السابق له وإذا لم يكن حجمه الحقيقي قد تحدد على المستوى الوطني والقومي في حياته فلقد أخذ صوته يتردد على مر الأيام في شتى أرجاء الوطن العربي، وبرزت قيمته بوصفه مناضلاً خلاقاً وفناناً مبدعاً، وثائراً رومنتيكيا من الطراز الأول.
وبين يديك الآن-أيها القارئ-حصاد هذه الحياة القصيرة الخصبة المثيرة من الشعر، يقدمه إليك الشابي نفسه فيقول: هذا حصادي من حقول العالم الرحب الخطير هذا حصادي كله في يقظة العهد الأخير، فتجول فيه هواناً، وتأمله وتدبره بنفسك، فما تزال آفاق هذه النفس الزكية أرحب من أن يستوعبها هذا التقديم.
وما يميز هذه الطبعة من هذا الحصاد الشعرية هو أنها قد جاءت مذيلة بتحقيق لطيف خطته "غريد الشيخ" واهتمت به بالتقديم لهذه الطبعة بترجمة للشاعر كما وسعت لترتيب القصائد بحسب القوافي ترتيباً ألفبائياً وقدمت للقصائد بعناوين كما وخرجت جميع البحور الشعرية، وشرحت في الحواشي الديوان ما جاء في متنه من غريب اللغة، كما وقدمت لكل قصيدة بنبذة قصيرة عرفت من خلالها بمناسبة القصيدة ومدلولها.

التفاصيل

 

سنة النشر: 1999
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 271
عدد الأجزاء: 1
الغلاف: Hardcover
الحجم: 17x24

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

نافد الطبعة

المصدر:

Lebanon

تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين