-
/ عربي / USD
"جرير بن عطية الخطفي" علم من أعلام الشعر العربي القديم، وواحد من ثلاثة شعراء ملؤوا سماء الشعر في العصر الأموي بشتى فنون الشعر وهم جرير والفرزدق والأخطل... وارتفع الفرزدق بعشيرته مجاشع وبمآثرهم وأمجادهم فكان شعره فخراً متماسكاً معتمداً على أسس ثابتة، أما جرير فكان يرتفع بفخره إلى أيام الجاهلية حيث كان قبيلته يربوع مجد وعز فأشاد بأيامها وفرسانها، وانتسب إلى القبيلة الأم "بني تميم" وافتخر أنه منها وإليها ينتسب.
إذا بالهجاء اقتحم جرير عالم الشعر... فبدأ بهجاء جدّه الذي رفض أن يعطيه المال، ثم عجا أبناء عمومته لأنهم يعتدون على عشيرته فكان يفاخرهم واستطاع بمفاخرته بقبيلته وبأيامها وبهجائه القبائل الأخرى والحط من شأنها أن يرتفع باسم يربوع إلى العلا. وقد جعل لسانه أقطع من السيف فهو لا يبقي على من يطعنه بقية. وكثيراً ما كان هجاؤه يعرضه إلى غضب الخلفاء فكان يضرب مع من يهاجيه أمام النسا ولكن هذا لم يردعه.
وتتردد في قصائده كلها تقريباً المعاني ذاتها في الافتخار ببناء قومه الشامخ العالي وبان الآخر هو الوضيع الذليل، ويمعن بالتهتك بنساء القبائل التي يهجوها فيضع فيها أسوأ الصفات ويستعمل الألفاظ الجنسية النابية لإذلال القبيلة والسخرية اللاذعة، ولا تكاد قصيدة تخلو من تعيير الفرزدق وعشيرته بأنهم تخلوا عن الزبير عندما لجأ إليهم واستجار بهم.
كل هذا يصدر عنه وهو العارف بطبيعة الحياة القبلية والعلاقات بين القبائل والنزاعات القديمة بينها. وتتمتع قصائده بالأسلوب الجزل المتماسك رغم أن أكثرها كان ارتجالياً. وإذا ما عدنا لمتن الكتاب الذي بين أيدينا نجد أنه يجمع بين دفتيه ديوان جرير كاملاً مرتباً على حروف الهجاء معنوناً بعناوين رئيسية، ومشروحاً بأسلوب سهل ومبسط يضمن للقارئ الإلمام بكل المعاني التي قصدها جرير من شعره الذي يغلب عليه طابع الهجاء.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد