-
/ عربي / USD
"...يهز كتفيه، بتواضع ويبدو محرجاً إذ يقول: "أرجو أن لا تمانعي، أنا لا أطلب الإذن، أعني.. لا يمكنني. إن الصور تستحوذ علي كأنها أرواح تأخذني معها. حين أرى شيئاً خاصاً، أجد لزاماً علي أن ألتقط صورة له". تبرق عيناه خلف زجاج نظارته ويلمس الصورة قائلاً: "هذه الصورة أخذت خلال حفل استقبال لدى عزيز. كنت تقفين هناك تتحدثين وأنا كنت شبه مختبئ بين الحشود, أنتما الاثنان بدوتما رائعين.. هكذا.. يشير إلى الصور". كما ترين ولكني أعني، لا أعني التدخل ولكن إذا كنت لا تحبينها... يضيف مسرعاً وهو يمد يده إلى الصورة.
"أنا أحبها" تقول له وهي تقربها إليها أكثر. تشعر بغصة وعدم راحة لن حياتهما الشخصية قد أصبحت علنية بهذا الشكل -ومرئية بهذا الشكل- ولكن يبدو أن هذا الأمر هو نتيجة قدرات ناثان -فهو يرى ما لا يراه الآخرون، مثله مثل طبيب أو قس- شخص موثوق محترف وغير مبال بخصوصية العلاقات.
"أتحبينها حقاً"؟ تبد شفتاه شاحبتان وعيناه خفيضتان، أما رموشه فتبدو كثيفة كقطع من اللباد.
عند هذه اللحظة، يفتح الباب مجلجلاً ويدخل هان. يسحب ناثان الصورة بسرعة من بين أصابع سيرين ويعيدها إلى الحقيبة. وعندما يرفع نظره تبدو عيناه وكأنهما اتخذنا نوراً وعمقاً، كأن هان هو الشخص الذي كان ينتظره".
تعيش سيرين البالغة من العمر تسعة وثلاثون عاماً والتي لم تتزوج بعد، مع عمّها المخلص ومع كلب لطيف يدعى بابار ضمن المجتمع العربي -الفارسي- الأمريكي في مدينة لوس أنجلس في منطقة تعرف إيرانجلس، وتعمل سيرين كطاهية في مطعم لبناني وتستثير الطبائخ وعواطفها، إلى أن ظهر في حياتها أستاذ لبناني أنيق يدرّس الأدب العربي ليتناول بعض الطعام المنزلي ويبدأ بزيارتها. وقد حرك وقوعها في حب عنيف قلبها بأكمله نحو الغليان ونشط ذكرياتها عن أهلها وأثار في نفسها الأسئلة حول هويتها كعربية أمريكية، وفي الوقت نفسه تعمل مجموعة من الشخصيات ما في وسعها لتتدخل في حياتها.
عمّها الصبور بلا نهاية والمتواصل معها دائماً والذي يغزل قصة ساحرة حول عبد عربي يهرب من أسياده من خلال ادعائه الغرق لينتهي به الأمر في هوليوود. وناثان المعجب الذي لا ترغب به، وهو مصور فني، مهووس يحمل ماض قاتم في ذاكرته. وأما ناديه، مديرتها السليطة اللسان التي تعمل دائماً على مطابقة الأزواج وتقرأ حظ سيرين في فنجان القهوة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد