"حاجي مراد" رواية للكاتب الروسي ليو تولستوي عنوانها بالروسية "خادجي مورات" كتبها تولستوي بين الأعوام (1898-1904م) ونشرت عام 1910 بعد وفاته، وبهذا فهي تعتبر آخر أعماله.
وتدور القصة حول قائد ثوار أفاري، الذي يجبر على التحالف مع أعدائه الروس من أجل انتقام شخصي، وهذه الشخصية حقيقية (تاريخية) كان الروائي قد تعرف عليها خلال تأديته للخدمة العسكرية في القوقاز.
في تظهير القصة، يركز تولستوي على مبادئ النضال مع الحفاظ على الإخلاص، وفكرة الحتمية، والصراع بين الشرق والغرب المتمثل في مقاومة الشيشانيين المسلمين للروس الأوروبيين، واعتمد الروائي أسلوب الرواية الواقعية التي تعتمد شخصيات وأحداث حقيقية لكن النهاية في القصة تختلف عما حصل.
تبدأ أولى وقائع الرواية مع صبي عمره (15) عاماً وهو يتأمل في سريرته مسمى البطل. "الجميع في الجبال يعرفون حاجي مراد، وكيف قتل الخنزير الروسي". هذه الخيانة من قبل زعيم الشيشان، شامل، جعلت مراداً مطارداً في بداية الرواية، يلف نفسه ببرقع، والصبي لا يتوقف عن التحديث في وجهه "ينظر بعينين متلألئتين، بعينين سوداوين مثل البرقوق" كلمة البطل تحتمل كل المعاني الحلوة والبائسة لحياة ذلك الصبي الذي لجأ إليها مراد، والتي سيتم تدميرها من قبل القوات الروسية، ولتتدفق رواية عن زمن الحروب الروسية التي تقع أحداثها في بلاد القوقاز، يروي خلالها تولستوي أحداث الحروب التي استعرت نيرانها بين المسلمين والقوات الروسية .. إثر اعتراض المسلمين وقتذاك إلى مظاهر بذخ وترف يتمرغ به سكان القصور القيصرية، في مقابل فقر وأحوال معيشية سيئة يعانيها السكان في الجبال .. هذه الحروب التي كان قائدها "شامل" وبطلها "الحاج مراد" صورة واقعية عن تفاصيل الحياة الروسية في تلك الحقبة الزمنية، وصورة من صور الكفاح ضد الإمبراطورية الروسية.