تنتمي هذه المجموعة الشعرية إلى ما يمكن تسميته بـ (المدرسة العراقية)، التي تحتفي بالشجى بكل ما تقتضيه من جزالة التعبير، وفخامة الإيقاع، والحرارة ال... حسية في المقاربات والرؤى، والاقتصاد في الزخرفة والتبرج الاستعاري. يذكرني ذلك بالفارسي حين سمع عراقياً يغني، فسُئل: لم تبكي...
تنتمي هذه المجموعة الشعرية إلى ما يمكن تسميته بـ (المدرسة العراقية)، التي تحتفي بالشجى بكل ما تقتضيه من جزالة التعبير، وفخامة الإيقاع، والحرارة ال... حسية في المقاربات والرؤى، والاقتصاد في الزخرفة والتبرج الاستعاري. يذكرني ذلك بالفارسي حين سمع عراقياً يغني، فسُئل: لم تبكي وأنت لا تعرف العربية؟ فقال: إنما أبكاني الشجى! ذلك الشجى، الذي طفحت به، (الذات الجريحة) العراقية منذ فجر التراجيديا التموزية وامتداداتها الحسينية حتى نهاياتها الحالية الدامية، صار لا يبكي سوى العراقي ذاته الذي لم يعد يصغي أحد إلى شجاه الوجودي. وما (مسافة جرح) إلا سطر جديد في تاريخ البكاء الذي لم يتقن أحد كتابته مثل العراقيين.