وُلد ليو تولستوي عام 1828، في مقاطعة تولا الّتي كانت تملكها عائلته الإقطاعيّة، وكان أصغر إخوته، وفي عام 1830، توفّيت والدته فتولّى ابن عمّ والده تربيته هو وإخوته.
بعد سبع سنوات، تمّ تعيين عمّتهم وصياً قانونياً على تولستوي وإخوته، وما لبثت العمّة أن توفيت، فانتقلت الوصاية إلى عمَةٍ أخرى تعيش في قازان، وقد وصف تولستوي عذابات طفولته بشكل جميل في كتاباته.
في عام 1844، التحق تولستوي بجامعة قازان، وتخصّص في دراسة اللغات الشرقيّة، وقد اختار هذا التخصّص لسببين، الأوّل: لأنّه أراد أن يصبح دبلوماسياً في الشرق العربيّ، والثاني: لأنّه كان مهتماً بآداب الشعوب الشرقيّة، وكان يكنّ إحتراماً كبيراً للثقافة العربيّة، وفي تلك المرحلة من حياته ألّف ثلاثة كتب شكّلت فيما بعد سيرته الّتي بين أيدينا، وهي: (الطفولة)، (الصبا)، (الشباب).
وقد تخلّى تولستوي عن حياة الترف الّتي نشأ فيها، وعاش حياةً متقشّفةً بسيطة حتّى بلغ الثانية والثمانين، ثمّ توفّي، في محطة للقطار في قرية استابو، إثر إصابته بالتهاب رئويّ، ودفن في حديقة ياسنايا بوليانا.