تبين هذه المجموعة من الدراسات، ذلك الدور السري الذي تلعبه وكالة المخابرات المركزية الأميركية في عدد من دول العالم، من خلال تدخلها في عدة حوادث مأس... اوية وقعت في مناطق متعددة خلال السنوات الأخيرة المنصرمة. ونود أن نذكر القارئ في البداية، أن السياسة الخارجية الأمريكية قد...
تبين هذه المجموعة من الدراسات، ذلك الدور السري الذي تلعبه وكالة المخابرات المركزية الأميركية في عدد من دول العالم، من خلال تدخلها في عدة حوادث مأس... اوية وقعت في مناطق متعددة خلال السنوات الأخيرة المنصرمة.
ونود أن نذكر القارئ في البداية، أن السياسة الخارجية الأمريكية قد ارتكزت منذ أوائل عام 1981 على مقولة أن "المصالح الحيوية الأمريكية" عرضة لمخاطر الإرهاب الدولي، الذي يعتبره المسؤولون الأمريكيون ظاهرة تماثل ظاهرة حركات التحرر الوطني في العالم. وقد عكست نظرية محاربة الإرهاب الدولي محاولات الولايات المتحدى الرامية إلى تبرير تواجدها العسكري المتزايد في مناطق متعددة من العالم، وتبرير استخدامها لـ"دبلوماسية القوة".
ولقد أراد كتاب هذه المجموعة من الدراسات أن يظهروا التلاعب الأمريكي بمصطلح "الإرهاب الدولي" كما أنهم أرادوا أن يفرقوا بوضوح بين الإرهابيين وبين ضحاياهم. وهم يستعرضون هنا بشكل مفصل، ومدعم بالحقائق ممارسات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ومحاولاتها للتدخل في كافة الشؤون الحياة الداخلية في العديد من البلدان، وبسط سيطرتها عليها.
علاوة على ما سبق ذكره، فإن هذه المجموعة تبين شكلاً آخر من أِكال التخريب التي تمارسها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ألا وهو "التخريب الفكري". أن "أبطال الفكر" هؤلاء، المسلحين بالقلم والميكروفون، يتسلمون الأموال من نفس الحقيبة التي يتسلم منها أولئك الملوثة أيديهم بالدماء.
وتعتمد هذه المجموعة من الدراسات على المادة الموثقة بشهادات ضباط ذوي رتب عالية في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وعلى مواد نشرت في الصحافة الغربية، وعلى سجلات المحاكم. ونخص بالذكر هنا تلك المواد التي جمعها أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي خلال متابعة بعضهم لنشاطات وكالة المخابرات المركزية، والتي تدل على نفاق عدد من الساسة الأمريكيين.