-
/ عربي / USD
كانت بدايات هذا الكتاب في لندن، في تلك الأيام الطويلة الحارة من أوائل شهر آب، حين قام العراق بغزو الكويت واحتلالها حيث ظهرت رئيسة الوزراء البريطانية في مؤتمر صحفي مع الرئيس الأميركي في كولورادو الذي وصف العملية العراقية بأنها "عدوان سافر" وتحدث بوش عن إمكانية القيام بعملية اقتصادية أو حتى عسكرية تحت رعاية الأمم المتحدة.
إن استجابتها القوية أوحت أن هناك خطرا يحيق بشىء أهم من الدفاع عن القانون الدولي أو حماية مصلحة اقتصادية حيوية وهي الوصول إلى نفط الشرق الأوسط بسعر معقول.
في ضوء الأداء الذي افتقر إلى البريق والذي قام به الرئيس بوش في الشهور الثمانية عشر الأولى في المنصب، وما اتصفت به من مشكلات اقتصادية واجتماعية عويصة واجهته بشكل دائم، فلا بد أن الغزو العراقي قد بدا وسيلة مقبولة لصرف الأنظار عن مواطن القلق المحلية الشائكة.
إن ثماني سنوات من الخدمة المخلصة والصامتة في حكومة ريغان، قد علمت الرئيس بوش أشياء كثيرة. ليس أقلها ما يتعلق بمارغريت تاتشر حيث أن جرأتها في مواجهة العدوان الأرجنتيني في جزر الفوكلاند قد أعطتها مكانة جديدة داخل بلدها، وسمعة كبيرة خارجة. والأهم من ذلك بالنسبة للرئيس على الأقل، الذي لم يتردد في الرجوع إلى استطلاعات الرأي العام، فإن جرأتها قد ضمنت لها فترة ثانية في منصب رئيس الوزراء، وبسمعتها كامرأة ذات شجاعة وصاحبة مبدأ، خرجت من الفوكلاند بهالة المرأة المعصومة عن الخطأ.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد